مازال الشمال الغربي وجيعة كبيرة في قلبي...ما انجمش نعبر عليها. الله يرحم مهى القضقاضي...لقد "هزها الواد " بكل ما في العبارة من قسوة ودموع امها الحارة كالجمر …
أتخيلها على مشارف ذلك الوادي تلطم خدها بالطين وتصرخ.."حليلي نا على بنيتي هزها الواد ".. اتخيل أباها يضرب فخذيه بكل لعنات العالم على من سرقوا هذه البلاد "آ ليعتي نا على بنيتي النوارة هزهالي الواد "…
نعم نحن نقول آ ليعتي ....ليس كما تُضحِك العبارة في المسلسلات ... بل بكل ما في الكلمة من حريق في الروح عمره عقود على الشمال الغربي العظيم والمنسي. الغني والأكثر فقرا...الذي يغادره أبناؤه كرها كمن ينزع كبده لأنهم لا يجدون فيه الحد الأدنى من حياة كالحياة ...ولأنهم يخافون ان ينجبوا أبناءهم ثم يهزهم الواد..
ولكننا سنعود ولو في آخر العمر من اغترابنا..ثم ندفن هناك على صعيد جبل عظيم او على مشارف الواد اين أرواح أسلافنا من الفلاحين والغزاة والأباطرة والمقاومين والأولياء وكثير من المنسيين ..ثم تعزف الريح على وقع الجبال فتتموج سنابل القمح وتزهر شقائق النعمان كما كانت في الأساطير القديمة.