شغل تصريح البعض بعدم الترحّم على الرّئيس السّابق حصصا وبرامج لاك منشّطوها المسألة وسوّقوا للقيم الدينيّة والإنسانيّة وأدانوا من رفضوا الترحّم عليه انطلاقا من هذه القيم، اليوم تتابع هذه القنوات فلا ترى نفس الاهتمام بكتلة نيابيّة بأكملها تغادر قبّة برلمان الشّعب وترفض قراءة الفاتحة ترحّما على أرواح شهداء الثّورة الذين وهبوا الحريّة والكرامة لهذا البلد دون أدنى احترام لمشاعر عائلاتهم وذويهم وعموم الشّعب التّونسي.
صمت مطبق في عموم الإعلام إلّا من بعض الاستثناءات والنقل المحتشم للخبر دون إدانة أو تعبير عن التحفّظ كأنّ منظوري هذا القطاع لا يدينون بالحريّة التي ينعمون بها لأولائك الشّهداء الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن وتركوا في قلوب أهلهم لوعة وحرقة، كأنّ هؤلاء الشهداء لم يحرّروهم من الذلّ والهوان والعبوديّة التي كانوا يرزحون تحتها زمن إعلام الإملاءات والوشايات والوصاية والقهر والعسف ومصادرة الرّأي،
لا يعرف قدر الشّهداء إلّا الشّرفاء من هذا أبناء الوطن وهم كثر والحمد الله، إلّا قلّة لا تزال تحنّ لزمن الاستبداد لأنّ نور الحريّة يعشي أبصارها.
أوفياء أوفياء لدماء الشّهداء.