الواحد يحس دقات قلبه متغيرة ومرتبكة من أجل الدكتور سعيد الجندوبي مدير مهرجان الزهراء في 2014: 18 عاما سجنا يا إلاه المثقفين والمناضلين، لأنه وثق بالدولة والإدارة بعد الثورة وأعطى صكوكا على حسابه لإنجاح المهرجان على أساس أن تتحرك دولة الإدارة وتسوي المسألة، دولة الإدارة تريد أن تقول للمثقفين من أمثال الدكتور سعيد الجندوبي: "تجنبوني، افرقوا الحضبة، لا تتورطوا معي، لست طرفا يمكن التعويل عليه أو الوثوق به"،
أنا أعرف هذه الإدارة: إنها بلا قلب، تورطك في التعامل معها والتعويل عليها ثم تظل تنظر إليك تموت عرقا بعد عرق دون أن تتحرك لها قصبة، مرة في حماس الثورة، أغراني صديق قديم بالمشاركة في تظاهرة ثقافية عمومية بمقابل، بعد مرور شهر عن الإمضاءات المهينة والإثباتات والوثائق لم يظهر أثر عن المقابل،
انتهينا إلى اليأس والنسيان، وبعد عام ونصف حدثت المعجزة: 150 دينارا بتمامها وكمالها احتاجت 18 شهرا تدفعها رياح الموظفين والمكاتب والإدارات لكي تصل إلى الحساب البنكي،
وجيعة القلب على أمثال الدكتور الجندوبي تتضاعف حين ترى مئات اللصوص الحقيقيين طلقاء يتبجحون بالإفلات من المحاسبة وهم مطلوبون للعدالة،