خصتني عضو المرصد التونسي للدفاع عن مدنية الدولة الدكتورة زهية جويرو بمقال مطول نشرته على صفحات " الشروق " بعنوان " رسالة الى الحبيب بوعجيلة واخرين او مشروعهم ومشروعنا ".
حاولت الدكتورة الجواب على سؤالي: لماذا المرصد؟ وهل ان مهمته مطروحة فعلا اليوم و اين تبدو المخاطر على مدنية الدولة؟ ومن الواضح ان مقالها مكتوبا كان محاولة لتدارك ضعف المرور المرئي لرئيس المرصد الذي خذلته قدرة الاقناع " تلفزيا. "
الدكتورة جويرو والتي احييها على رقي جدالها للفكرة بالفكرة وللسؤال بالجواب لم تكن في الحقيقة مقنعة لي أكثر مما عجز عنه السيد منير الشرفي.
قالت ان المرصد لا يعادي احدا و ليس له اجندات سياسية لكنها تناقضت و افردت فقرة كاملة لحزب النهضة و تهديده لمدنية الدولة دون امثلة دقيقة يعد ان استرسلت قبل هذه الفقرة في سرد المخاطر " التقليدية " على مدنية الدولة من الارهاب (الوظيفي حسب رأيي) في الجبال الى الترخيص لحزب التحرير وصولا و هذا الاهم الى " المدارس القرانية " و مظاهر الدفاع المجتمعي الهووي و هي حجج تقليدية في استقطاب سياسي لا يملك مبرراته في التنوع المجتمعي التونسي الذي لا يرقى الى مرتبة " التهديد الثيوقراطي " لمدنية الدولة بقدر ما يمثل بالعكس فداحة حصاد كليانية " الدولة / النظام " المتخارجة عن مجتمعها و دينامياته و عجزها الهيكلي التابع كولونياليا على بناء " التحديث " الوطني .
مقال الدكتورة كما مشروع المرصد في تقديري ليس الا مجرد استمرار في " كسل وظيفي بورجوازي صغير " بنكهة " لائكية يعقوبية رثة " لنخبة ثقافية تدمن " خلع " الابواب المفتوحة لتخفي المعركة الحقيقية والتناقض الرئيسي حول ضرورة تحصين وتنمية " وطنية " الدولة المابعد كولونيالية وحماية " اجتماعيتها " وحسم معركة " دمقرطتها " والحد من " تغولها اللا علماني " في الحقيقة على المجتمع بإصرارها على بلع المجتمع وتشكيله.
قد اكتب في محاورة الدكتورة لو طلبت مني ذلك الصحيفة الموقرة وان كنت قليل الميل الى استمرار جدل حسمه الدستور والنخبة السياسية والمزاج العام للمجتمع ليمر الى طرح اسئلته الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بعيدا عن الاستقطابات الثقافية التي تصر ماما فرنسا باستمرار على سجننا فيها …. كما اشكر السيدة جويرو على افراد اسمي برسالتها المفتوحة على اعمدة جريدة الشروق …