حديث طويل قد يكون خارج السياق العام لكنه يفرض نفسه. فما حدث ويحدث ليس مجرد حالة طارئة أو ازمة تهز بعض اعمدة منظومة علاقات قائمة دوليا واقليميا ومحليا بل هو أبعد وأعمق من ذلك بكثير.
ما حدث ويحدث يعيد صياغة تشبيكات العلاقات الاجتماعية (اكتشاف المجتمعات الفردية لمصلحة المجموعة مسبقة عن الافراد /اهمية المنظومة القيمية في دوائرها الثلاثة الدينية والاخلاقية والإنسانية...) ويراجع طبيعة العلاقات الاقتصادية وتوازن القوى في النظام العالمي (لا فرق بين دولة قوية ودولة فقيرة/ الوفرة الربحية لا تؤمن حياة ٱمنة ولا تضمن السلامة/ احتكار المعرفة ومركزتها لا تحمي الدول المتقدمة صناعيا وتقنيا...)
ما حدث ويحدث أنهي عصر تحويل العالم إلى مركز تجاري كبير يباع فيه كل شيء ويشترى وأسقط "المسؤولية الفردية" لتستعيد "مصلحة المجتمع" بريقها وألقها.
انكشاف وهم التضامن الدولي وتكسر روابط فرضتها منظمات قارضة شارطة وانهيار أسس التجارة الدولية يدفع الى الاعتماد على الذات وخاصة العودة الى توفير المؤونة لمختلف الجيوش المدنية (الصحة/التعليم/ اليد العاملة) حتى طبيعة الغذاء والاكلات السريعة والاكلات في الشارع ونوعية المهن كلها ستراجع تحت وطأة الواقع.
عالم جديد ينشأ من بين ركام الجثث ومفاصل الألم والفزع. الواقع الافتراضي يتمدد على حساب الواقع الحقيقي وعلى من يريد ولوج العالم الجديد ان يفرض قيمه ويركز على خبراته التي راكمها ويبني مستقبله بسواعد وادمغة أبناء بلده دون انتظار الٱخر.