ما نشاهده من بلاتوهات خلال الأيام الاخيرة "كورونا إعلامية" حقيقية، بل لعلها أخطر من الكورونا ذاتها. الحروب تربح أساسا بالمعنويات المرتفعة، وتقديري ان هدف هؤلاء اضحى تحطيم هذه المعنويات، معنويات الشعب.. بث الفتنة والارتباك والشك...وتصفية الحسابات الرخيصة لصالح من يملكها أو يوجهها..
1- اغلب هؤلاء الذين يديرون الحوارات غير مؤهلين لإدارتها، واعتقد انهم يتنافسون في التهويل... التهويل الذي يغطي على ضحالة معلوماتهم ومحدودية كفاءتهم أو سوء النية المبيتة لديهم، وخصوصا لدى كرونيكاراتهم…
2- استعمال الأرقام في غير محلّها او سياقها او بانعدام مراجع القياس، مما يجعلها مفزعة وهي ليست كذلك...الوضع في تونس لم يخرج عن السيطرة، وأداء القيادة المكافحة للوباء تعد جيدة…
3- استضافة اناس باعتبارهم خبراء في الموضوع. بينما يثبت كلام عدد كبير منهم انه لا صلة لهم بالموضوع، او انهم متحيلون أصلاً او اشخاص يبحثون عن دور او شهرة في زمن الكورونا.. شيء يشبه فعلا الكذبة التي فضحها ماركيز في روايته الشهيرة حب في زمن الكوليرا..
4- منتهى الفتنة تصوير الفيروس على خطورته كما لو انه فتّاك وقاتل، وان من وضعوا في الحجر الصحي وكأنهم مرضى بالجذام. من وضعوا في الحجر اناس عاديون جاءوا من مناطق ظهر فيها الفيروس، وغالبيتهم الغالبة هم اناس معافون سالمون..
5- انا لست ضد العمل على توعية التوانسة ودعوتهم للانضباط، وهم اصلا اشخاص منضبطون غالبا قياسا الى غيرهم من الشعوب، حتى المصنفة متقدمة، ولكن نشر الرعب والفزع وربح مصالح ضيقة بالتنافس في التهويل فيه ضرب خطير للمصلحة العامة في زمن لا مجال فيه للتلاعب بالمصلحة العامة.
6- واخيرا، انا لا أبرئ الجهات المالكة لهذه القنوات ابدا… اغلبها له اجندات ضيقة معروفة ولا مشكل لديه في الاستثمار في الجوائح والأوبئة وفيّ اي شيء من اجل تصفية حسابات ضيقة او تحقيق مصالح خاصة على حساب مصالح بلادنا العليا…
وان كنّا نتحدث على اننا في حرب ضروس وانه بناء على ذلك تم تقييد حرية الناس المقدّسة وإلزامهم البقاء في بيوتهم وفيّ ذلك حكم بالسجن عليهم لو تعلمون، فوسائل الاعلام يجب ضبطها زمن الحرب ايضا، كما يفعل في الحروب دائماً..جل من يتحدث اليوم، كان بالامس لا يتحدث او يتحدث في الإطار الذي يرسمه له سي عبد الوهاب..
فلا بأس ان يرحمنا قليلا في زمن الكورونا من العنتريات الكاذبة والدروس الفارغة ودق الحنك، والإشادة بفرنسا وبماكرون، فرنسا المصنفة ضمن الخمس دول الفاشلة الاولى في مكافحة الوباء، وماكرون الذي لا تتعدى انتصاراته حدود الشقشقة، ومع بؤسكم وتهويلكم المقيت هذا، تونس ستتجاوز هذه المحنة بأخف الأضرار.. وسيرمي فزاعاتكم المفتعلة في مزبلة التاريخ..