بلادنا تعج بالخبراء ذوي الكفاءات المتعددة polyvalents في الاقتصاد والسياسة والأمن والإستراتيجية وخبراء الرياضة ومحللي مقابلات كرة القدم والعدو الريفي وتناطيح الكباش وما أن يطرأ جديد على الساحة حتى يتحصل الكرونيكور الذي" اختص " في التحليل السياسي الموجه الى مختص في الأوبئة والأمراض الجرثومية ويسمح لنفسه بمناقشة أساتذة مختصون ومتمرسون في الطب.
اليوم وفي خضم ازمة كورونا، وجدت البعض من النفوس المريضة الفرصة لترينا ختصاصا جديدا: تحليل الدموع وتصنيفها الي انواع.
الدموع يا سادة تكون دموع رجل دولة وطني وصادق وله حس عال بظروف الفقراء عندما تكون دموع. المرحوم الباجي قائد السبسي.. وتكون دموع الوفاء والنضال والحرية لما يبكي محسن مرزوق أو بسمة الخلفاوي..
لكن عندما يبكي وزير يشتغل ليلا نهارا ويحاول قصارى جهده وبإمكانيات الدولة المحدودة ان يقلل من الخسائر في الأرواح ولأنه منهك ولأنه " أحس بغصة " أمام ما رآه من تجمهر للحصول على الطرود الغذائية وعلى المنح المالية.. عندها تصبح دموع الفشل والتخويف وفرض أمر واقع …..
الدموع الأيديولوجية مثلها مثل الدم الاحمر والدم الأزرق.. هذه العقلية البائسة هي التي أوصلتنا لما وصلنا إليه.
الله يرزينا في فيروس الكورونا وفي الناس الي مخاخهم ساكنة فيها فيروس الحقد الاعمى وفيروس الكره وفيروس الأيديولوجيا المقيتة.