واكبت عبر وسائل الاعلام السمعي البصري عديد التصريحات البائسة لبعض نواب مجلس نواب الشعب، وكان آخرها وأشنعها للسيد مبروك كورشيد، وزير أملاك الدولة والشؤون العقاربية الأسبق، عندما صرح هذه الأيام أن تركيا خططت للاستيلاء على ليبيا، وسوف تتمدد لاحتواء تونس سياسيا واقتصاديا لتمنحها لفرنسا كما فعلت سنة 1881!
وكم هو بائس هذا الموقف والذي ينم عن جهل تام لتاريخ تونس يا حضرة النائب المحترم، ولعلمك فقد قمت شخصيا بتعريب الرسالة الجامعية للمؤرخ التركي د. عبد الرحمان تشايجي وكان موضوعها: المسألة التونسية والسياسة العثمانية 1881-1911، منشورات المكتبة الشرقية، تونس، 1974، 331ص. وحيث أطنب في شرح كل المساعي التي قامت بها الدولة العثمانية تجاه تونس استنادا إلى العشرات من الوثائق العثمانية الجديدة والتي فتحت منذ أربعة عقود،
فليتفضل حضرة النائب بالاطلاع على هذه الدراسة التاريخية المهمة والني نشرناها لترفع عنك الجهل الغير مبرر بحقائق التاريخ الوطني، وهذا ما سوف يمنحك بعض الحصانة بعدم القاء التهم البائسة والمغيبة يا حضرة النائب، ولعلملك أيضا فقد نشرنا عشرات البحوث العلمية في هذا الملف التاريخي في المجلة التاريخية المغاربية والتي رفضتم اقتناء أعدادها وهي تصدر منذ 47 سنة.