كيف نسترجع كل ما افتكه منا الكوفيد 19…

Photo

فبعد نجاح مرحلة الدفاع والصمود بدأنا مرحلة حرب التحرير، تحرير حياتنا من الكوفيد.

لقد هجمت علينا جائحة الكورونا كغيرنا من الشعوب و أجبرتنا على التخلي على الكثير من مظاهر حياتنا الإجتماعية و الإقتصادية و الدينية و الثقافية و التربوية و غيرها من المجالات و استطعنا ان نحتوي هذه الجائحة في موجتها الأولى و الحمد لله كشوط أول ، أما الشوط الثاني فهو ضرورة استعادة حياتنا التي أجبرنا الفيروس على التخلي عنها مؤقتا و يقتضي هذا منظومات و بروتوكولات توقي فعالة فكانت البروتوكولات المتعددة في جل القطاعات مثل التربية و التعليم العالي و الشؤون الدينية و الطفولة و المسنين و الثقافة الى غير ذلك من المجالات و يتم تنفيذها الآن بكل سلاسة و الحمد لله و نشكر كل من التزم بهذه البروتوكولات شكرا جزيلا رغم ما لاحظناه من عدم التزام في الشارع من إجراءات التوقي الفردي ظنا من هؤلاء ان الفيروس ذهب الى غير رجعة .

إن عدم التزام إجراءات التوقي الفردي كان قليل الخطورة لان البلاد أصبحت خالية من الكورونا ولم تعد هناك عدوى أفقية تقريبًا ولكن…

بعد كل المجالات التي سبقت واستعدناها بنجاح جاء الآن دور فتح الحدود للسماح للتونسيين بالخارج للعودة وهو حق دستوري لا يمكن لأحد حرمانهم منه ولذلك قامت الحكومة ونحن في أوج الجائحة بإجلاء كل التونسيين بالخارج وهو ما لم تقم به جل الدول الأخرى، كما لا يمكننا الاستمرار في إغلاق الحدود أمام الأشقاء والأصدقاء والسؤال الحقيقي هو كيف يمكن فتح الحدود بطريقة آمنة وبالتالي كيف يمكن أن نستعيد حركية حدودنا مع المحافظة على صحتنا؟ إنها معادلة صعبة وتحدي كبير يجب أن نخوضه بكل اقتدار متوكلين على الله ومعتمدين على نخبتنا العلمية وأجهزة الدولة وانخراط المجتمع المدني والتزام المجتمع والأفراد وتقاسم الجهود والأعباء وتفهم الأشقاء والأصدقاء.

غير هذا المنطق سيؤدي الى إغلاق مطول للحدود وانعزال البلاد وتراكم الأضرار على المجتمع والأفراد. إن المعادلة بين سلامة بلادنا من الجائحة واستعادة حركية حدودنا صعبة ولكنها ممكنة جدا جدا جدا وستكون شوطا ثانيا من الإنتصار رائعا ومشرفا إذا اعتمدنا المبادئ التالية:


1) فتح الحدود بتدرج وبالتصنيف لدرجات المخاطر.

2) وضع بروتوكولات صحية للتونسيين العائدين والسواح وفق نفس المبادئ العلمية وبتنزيلات متشابهة او مختلفة بحكم اختلاف الظروف وتحيينها بحسب تطور الظروف.

3) تقاسم أعباء تلك البروتوكولات المادية و / أو التنظيمية والمعنوية بين الدولة والمواطنين العائدين والزائرين مع مراعاة الإختلافات القائمة فنحن لا نعيش مرحلة عادية بل مرحلة فيها احتياطات تفرض ضيقًا هنا وهناك مقابل ما سنستعيده من مناشط الحياة .

4) ضرورة التزام إجراءات التوقي من قبل المواطنين وان يأخذوا الاحتياطات بكل جدية وهكذا نقلل الى الأقصى من المخاطر.

5) لا بد من الهدوء وعدم الجزع ولا بد من التعاون فنحن كمجتمع ودولته ندير المخاطر التي نتعرض لها خطر الكرونة وخطر شلل الحياة العامة وإدارة المخاطر تتطلب الحنكة والخبرة والتعاون والرصانة .

إخواني المواطنين والمواطنات إذا التزمنا فإننا سننجح في استعادة حياتنا مع التقليل الى حد كبير من خطر الكورونا وحتى إن ظهرت حالات هنا وهناك وهو أمر مرجح بسبب تجاوز هنا وتهاون هناك من قبل من يعتبرون أن الخطر لم يعد قائما فتبقى تحت السيطرة ونكون قادرين على احتوائها والتكفل بها وكلنا له دور في ذلك ولا يجب أن يحتقر أحد منا دوره فهو مهم.

أدعو الله أن يحفظ بلادنا وتمنياتي بالنجاح لطلبتنا وتلامذتنا ومبروك لمن هو مقدم على زواج أو فرح وإن شاء الله بالرزق الوفير لكل عامل أو فلاح أو رجل أعمال وعطلة مريحة للجميع.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات