تلميذ اوجدوه في وضعية هلامية وطلبوا منه أن يبحث عن حلول لها وعن حجج للاخ الاكبر المتضرر من هذه الوضعية. هل سيمدح موظفا تسبب في تعطيله ويبرر تقصيره في أدائه لواجبه.
حتما سيكون إنسانا أبلها ليدافع على موظف مقصر بحجج ضد المنطق والقيم وضد مصلحته المباشرة.
والخلاصة المزلزلة: مواطن أخرق وموظف فاسد ودولة ضحية ومرفق عام معطل، منطق معكوس في وضعية ابتدعها عبقري ووضع تلميذا مسكينا فيها.
اي منطق انبنى عليه الموضوع، كان يمكن أن يكون الحجاج قائما لو وجد الأخوان ظروفا مزرية في الإدارة (عدم وظيفية المكان، اكتظاظ، ضجيج، تجهيزات اعلامية غائبة أو قديمة أو معطبة، حرارة،) ويتبنى الأخ موقفه الانفعالي ذاك ويتفهم اداء الموظف…أو يتصور حلولا ترتكز على أهمية ثقافة العمل وقيم الإنتماء الوطني لتجاوز الظروف السيئة للموظف…
فما الذي دفع الأخ الأكبر ليبرّر تقاعس الموظف بالرغم من أنه متضرر من الاهمال.؟ وأي وجاهة له في منطق الحجاج الذي يقتضي ضرورة جدلا بين فكرتين على الأقل. تم طرح الموضوع بلا منطق وبلا بناء مسنود، بل وطلب من التلميذ أن يستنبط حلولا وحججا للاخ الأكبر المتضرر الأول من هذه الوضعية الهلامية.؟؟
الإ إذا كانت الغاية توريط طرف أو التغاضي عن سلوكات معينة و"الارتقاء" بثقافة النميمة والتسيب والسكتارية والقطاعية وتسطيح التفكير وتبادل الاتهامات بين قطاعات وفئات.
تتميز البيداغوجيا بكونها الفضاء الارحب للتفكير، فيما السياسة هي الساحة الأنسب للتلفيق. والفرق شاسع بينهما. أتمنى أن تنقذنا البيداغوجيا من الهرطقة الفكرية والسياسية ومن الأيديولوجيا.