في مصر ما بعد الانقلاب، كلّ القنوات والصّحف والإذاعات والمواقع الإلكترونيّة أُمّمت في قبضة العسكر، وصودرت تحت تصرّف مخابرات السّيسي....
لعلّ ذاك ما يريده ويسعى إليه ناجي البغوري نقيب الصّحفيين التّونسيّين.... وناجي البغوري ذراع من أذرع الثّورة المضادة، لا يختلف في شيء عن أحمد موسى وعمر أديب وتوفيق عكاشة وغيرهم.... فرّ أيّام الثّورة، في مشهد مُخز وفي حالة رعب مُزرية، من المُتظاهرين المُندّدين بمواقفه وسوابقه، أمام مقرّ وزارة الدّاخليّة…
في سياق مُتّصل..كان من أهمّ شروط دول محور الشّر العربيّ لرفع الحصار عن دولة قطر، إغلاق قناة الجزيرة الفضائيّة....القناة الإخباريّة الأوسع انتشارا و الأكثر مشاهدة في الوطن العربيّ....لكي يتمّ طمس فضائحهم و فظائعهم و جرائمهم...و مناوراتهم و مؤامراتهم و دسائسهم....
ثقافة المنع والإغلاق والمصادرة وتكميم الأفواه، المُتفشّية في عقول وقوانين وتعاليم ومراسيم حكّام القمع والإستبداد والحديد والنّار والجولان جيئة وذهابا على الدّبابة، وأذرعهم وسياطهم وعصيّهم الإعلاميّة...وبقايا من اندحر وارتحل منهم، لا يُرضيهم أبدا تمرير تنقيح المرسوم 116 الذي يُساوي بين الكلّ، دون ترخيص أو تمحيص أو تمييز…
يُريدون الإعلام دمية ولعبة وبوقا وقانونا على هواهم، روموت كنترول بين أيديهم حصريّا، يوجّهونه كيفما شاؤوا، ولا يطاله ولا يناله مناضلو الإعلام المُختلف والبديل و "المارق".... يضربون به من يشاؤون ووقت ما يشاؤون وأينما يشاؤون…
إنّهم وكالة طاقة ذرّية، لا تسمح بامتلاك قنبلة الرّدع والتّوازن النّويّ إلاّ لمحتكريها ومالكيها وصانعيها…. والويل كلّ الويل للدّول "المارقة" من التّفكير في امتلاكها….