احلل بخلاف السائد ولا اعتذر لمن يستعجلون الفرح. حزب النهضة يحقق انتصارات في اللحظة السائدة ...ويتجه الى الحكم ...هذا معطي موضوعي وليس دعاية سياسية ...لكن اي حكم؟؟
قراءة فعل الحزب الاسلامي وتكتيكاته لا تقرا حسب ظني في لحظة سياسية واحدة ومضطربة بل تقرا ضمن مسار تاريخي طويل بدا منذ نشأة تنظيم الاخوان و بناء اسلوب عمل سياسي يقوم اولا على المطاولة والصبر وانتظار اخطاء الخصوم وقد قدم كل خصوم الاحزاب والحركات الإسلامية على طريق الصراعات البينية قائمة من الاخطاء اودت بهم فاندثر اغلبهم وبقي القليل الهامشي غير ذي الوزن والتأثير …دفع الاسلاميون اثمانا باهضة ولكن الهدف الرئيسي تحقق البقاء والتقدم ولو بخطى بطيئة وتراجعات ظرفية مؤلمة لهم ومفرحة لخصومهم او اعدائهم …
سؤال او اسئلة لا يطرحها المستعجلون:
• ماذا بقي من ناصر والناصرية التي واجهت الاخوان بقوة الدولة؟
• ماذا بقي من السادات والساداتية ومبارك واسرته وحزبه الوطني؟
• ماذا بقي من بورقيبة وبن علي اللذين واجها النهضة في تونس يمكن تعميم الاسئلة لكل قطر عربي وجد فيه الاخوان و اشتقاقاتهم التنظيمية منذ سبعين عاما؟؟
عندما ارى ان حزب بن علي وقوته تلخصت الان في حزيب فاشي … وعندما ارى ما تبقى من اليسار التونسي الذي انتهى عند الجبهة الشعبية والتنظيمات القومية التي انتهت عند ارث القذافي …تمجده وتتوسل حفتر لتعيش ارى ان الإسلاميين ينتصرون …لقد بقوا بعد الجميع …. لأنهم يملكون قدرة على الاستمرار …لماذا بقوا؟؟
جزء من الاجابة موجود في طبيعة الفكرة المقبولة شعبيا … (ليس معنى هذا ان فكرة اليسار او القومين غالطة بل اسيء استعمالها من قبل حملتها اولا) وجزء اخر موجود في تسرع خصومهم الذين قدروا عليهم دوما بالأجهزة لا بالفكرة…
الحالة التونسية تكشف ان الاجهزة لم تعد عند أحد ولذلك لا يمكن استعمالها ضد الاسلاميين (الاسلامي الذي سيفكر في استعمال الاجهزة بنفس الطريقة سيموت سياسيا). لقد انتقلت المعركة من الامني الى السياسي.. وهنا ربح الاسلاميون. (مؤقتا) …لقد توقفت المطاردة …. الامنية …وفتح باب الصبر والمطاولة … (سباق المسافات الطويلة).
غير مهم عندهم ان ترمي عليهم الاحجار …فلهم رؤوس كثيرة (تدمغ راسك يخرج لك عشرة) …
ايه وبعدين؟؟؟
إذا ارتفعت مناسيب الخوف فان اول الخائفين هم اصحاب الفلوس الكثيرة وهؤلاء سيبحثون عن حام قوي …يحسن عقد صفقة سياسية خذ الاجهزة.. واحم فلوسنا ….. ونتفاهمو …. هنا يمد حزب النهضة كراعه …
لكن الصفقة ستطرح اسئلة اخرى: كم يبقي من الاسلام السياسي …في صفقة مماثلة؟؟؟ هذا افق تفكير …في العقد القادم …والاصبر سينتصر.