أما ان لفخامته أن يعتكف في قصره ويصمت؟

Photo

البارحة فقط تعسفت على نفسي واستمعت الى تسجيل لكلمة فخامته التي ألقاها في 2020/08/13 كلمة دامت حوالي 30 دقيقة وكانت 30 دقيقة من التعذيب النفسي فالرجل ما انفك يثبت في كل خروج اعلامي له فقدانه لأية كاريزما وأية قدرة اتصالية ولا علاقة لذلك باللغة العربية التي يتحدث بها.

- من حيث مضمون الكلمة يصر فخامته ككل مرة على الظهور كمحاضراتي مدارج كلية الحقوق وأضاف الى ذلك هذه المرة جبة الفقيه (فمن أين له ذلك) ناسيا أو متناسيا أنه رئيس الدولة.

- كعادته يعبر فخامته عن انتقاده للمنظومة القانونية التي ترشح تحت غطائها (الفصلان 1 و21 من الدستور)

- كما أثار فخامته مسألة كانت ولازالت محل جدل بين التونسيين منذ ما قبل الثورة ألا وهي مسألة المساواة في الارث وحسم ألأمر فيها وهو نفس الموقف الذي عبر عنه قبل الانتخابات والحال أنه لم يكن مطلوبا منه اثارة هذا الموضوع وتنصيب نفسه فقيها وخلق مزيد من الشرخ بين التونسيين والبلاد تمر بمرحلة دقيقة وغير مسبوقة على جميع الأصعدة.

- ولم يفوت فخامته المناسبة لتصفية حساباته مع القضاء عندما تحدث عن تسيس هذا الأخير وهو أمر وان لم يعد خافيا على أحد الا أنني لا. أعتقد بأن لفخامته تصورا عن القضاء وكيفية اصلاحه بصفة جذرية.

- لا أرى فائدة في التعريج على مسرحية مراسم التوسيم ومعايير ذلك ومن يقف وراء اعداد قائمة الموسمات فهو أمر ألفناه منذ الاستقلال الى اليوم وفي كل الحالات فان النساء الكادحات المجاهدات لا تتشرفن بدخول قصر الدسائس ولا بالأوسمة التي لن تغير شيئا من واقعهن المعيشي.

- وخارج القصر تراءى لفخامته بنفس المناسبة أداء زيارة الى مجموعة من العاملات في أحد حقول ولاية جندوبة وليعلم فخامته بأن المئات بل الالاف من النساء العاملات في القطاع الفلاحي تعانين الفقر والضيم وسوء المعاملة بل وتتوفين كل يوم تقريبا جراء ظروف النقل غير الامنة والمهينة لكرامتهن (وفاة 12 عاملة فلاحية من حي واحد في السبالة على سبيل الذكر لا الحصر) فما الذي يمكن أن تغيره تلك الزيارة.

وخاصة ذلك الكلام الممجوج الذي توجهت به اليهن وكأنك ناشط في المجتمع المدني أو في حزب معارض لا يملك الا الدعاء اليهن بنيل حقوقهن الاقتصادية دون ان يفوت الفرصة ليشنف اسماعنا مرة اخرى بانه سبق له منذ 2012 المطالبة باسترجاع الاموال المنهوبة فماذا فعلت الان وانت في أعلى هرم السلطة؟ لا شئ غير الكلام وبث الأوهام.

- وفي الاخير اعتقد انه ان لفخامته ان يعتكف في قصره ويصمت الى انتهاء عهدته فخروجه الاعلامي يمثل في كل مرة كارثة والى اليوم لم نر منه مبادرة تشريعية او اجراء ينفع البلاد والعباد دون الحديث عن صمته المريب ازاء التطبيع المعلن بين الامارات والكيان الصهيوني.

- ملاحظة أخيرة : ها أن العديد ومنهم من يحسبون من النخبة يتركون اللب ويركزون على (سيدة تونس الأولى) وجمالها وفستانها وتسريحتها ليخلقوا صنما اخر مثلما فعلوا مع زوجة المخلوع فتبا لهكذا نخبة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات