صراع التموقع بين المجموعات

استمعت للنائب سمير ديلو يتحدث عن الخلافات داخل حزب النهضة اردت ان احيّيه أوّلا، ثمّ ان أقول له راي في الموضوع: الصراعات داخل المنتظمات السياسية تأخذ عادة ثلاث مستويات ادناها واكثرها اثارة ودمارا هو الصراع حول الشخوص حماية للأفراد والمصالح االضيّقة يليها صراع التموقع بين المجموعات ويقترن عادة بقضايا الحوكمة الإجرائية واعلاها واكثرها أهمّية هو الصراع حول الخطّ السياسي الوطني وخيارات الحزب من القضايا الوطنية الكبرى،

هذا المستوى الثالث هو الصراع الوحيد الذي يهمّ الناس ويؤثر في حياة الناس وهو الصراع الأصلي فهو الذي ينتج البقيّة. لو انتقلت الى هذا المستوى ودفعت به مع غيرك من قيادات الحركة سيستفيد الجميع ويستفيد الوطن.

سبق ان انقسمت منتظمات سياسية وتفككت تحت وطئة التناحر حول الأشخاص ومواقع المجموعات دون ان يعلم القاصي والداني ان السبب الأصلي والعميق هو عدم الخوض في الأسباب العميقة للخلاف والمتمثلة في خيارات الخط السياسي المتصل بالقضايا الوطنية الكبرى.

أفلم يحفظ الناس من انهيار الجبهة الشعبية وتفتتها سوى مظاهره الخارجية فانحصر الأمر في موضوع القيادة والحوكمة ومواقع المجموعات وغيّب السبب الأصلي. لقد حرم ذلك قوى اليسار ووسط اليسار من حوار وتقييم جدّي لدورها وموقعها في المرحلة الوطنية السابقة والحاليّة وربّما حرمها ايضا من فرصة لإعادة تموقعها وتصحيح مسارها وهذا ساهم موضوعيا في مزيد تقدّم قوى الرّدة الحالمة بإعادة انتاج القديم وأضعف موضوعيا صفّ قوى التغيير والإصلاح.