لم أعد أرغب في الكتابة عن فخامته فهو حالة مرضية ميؤوس منها ولكن ما أتاه البارحة عند استقباله لوزيره الأول لا يمكن أن يمر مرور الكرام.
- فعلى غير العادة لم تقتصر صفحة رئاسة الجمهورية على نشر فيديو صامت لهذا اللقاء بل تم نشر الفيديو مع ما توجه به فخامته الى المشيشي ولست أدري ان كان هذا الأخير تكلم خلال هذا اللقاء أم لا ولو أنني أستبعد ذلك ففي كل لقاءاته فخامة الرئيس يتكلم وينطق وحده بالدرر وما على الطرف المقابل الا الاستماع اللهم الا اذا كان طرفا أجنبيا.
- لقد جلس المشيشي قبالة فخامته كتلميذ مذنب أمام أستاذه الذي يوبخه لأنه لم يقم بواجبه المدرسي ولم يحفظ دروسه جيدا.
- لقد عاب فخامته على وزيره الأول التعيينات الأخيرة التي قام به والمتعلقة تحديدا بتسمية كل من توفيق بكار والمنجي صفرة كمستشارين بالقصبة مؤكدا ما معناه أنه لا مجال لتعيين رجال النظام السابق والفاسدين الذين لم يبت القضاء في ملفاتهم دون أن يفوت الفرصة للقول بأنه يعرف من هم وراء هذه التعيينات ومن هم وراء قرار الزيادة في أجور الولاة دون تحديد هذه الأطراف كالعادة.
- ان تعامل فخامته بتلك الطريقة الفجة مع المشيشي فيها اهانة وقلة احترام وكثير من قلة الذوق غير المقبولة في العلاقات بين رموز الدولة ولا أعتقد أن المشيشي سينتصر لكرامته فهو سليل الادارة وتربى على الخضوع والخنوع.
- أما من حيث مضمون كلام فخامته فحدث ولا حرج. فقد تعمد فخامته مرة أخرى تجاوز صلاحياته الدستورية.
- وهل نسي أو تناسى فخامته أنه هو من عين المشيشي مثلما عين الفخفاخ فما علاقة كليهما بالثورة واستحقاقاتها وبالشعب ومطالبه علما بأأن الفخفاخ كان من اقتراح كتلة يوسف الشاهد الذي كان مقربا جدا من الرئيس أفلا يعرف هذا الأخير أن الشاهد كان موظفا في السفارة الأمريكية وأن فترة رئاسته للحكومة كانت وبالا على البلاد وأن له ملفات فساد لم يبت فيها القضاء بعد ثم لماذا حرص فخامته على استقبال الفخفاخ بعد انتهاء مهامه بسبب فضيحة تضارب المصالح والحديث معه عن الوضع العام للبلاد وطرق النهوض بالاقتصاد ويبدو أنه كاد أن يعينه مستشارا لديه في القصر ربما لحمايته من الملاحقات القضائية .
- يا فخامة الرئيس ما علاقة هشام المشيشي بالثورة واستحقاقاتها فهو ابن الادارة أي ولد السيستام والأكيد أن الجميع يتذكر كيفية تعامل بوليسه مع احتجاجات الكامور لما كان وزيرا للداخلية في الحكومة القوية والعادلة.
- ومن باب التذكير فقط فان فخامته لم يخجل من تعيين أحد أعضاء المجلس الدستوري للمخلوع في الحكومة الحالية وزيرا للدفاع ولا من تعيين طارق الأدب نائب القائم بالأعمال لتونس لدى الكيان الصهيوني زمن المخلوع سفيرا لدى الأمم المتحدة ولا في تعيين 3 أمنيين منهم وزير الداخلية الأسبق هشام الفوراتي كسفيرين وكقنصل عام.
- تصرفات فخامته وتعييناته لا يجب أن تثير الاستغراب لمن يتابع الشأن العام فالرجل لا تاريخ له ولا يعرف عنه موقف قبل الثورة (حتى مجرد امضاء على عريضة) ويبدو أنه كان منسجما ومتأقلما مع نظام الفساد والاستبداد ولا أدري كيف خرج من جحره في جانفي 2011 ليظهر في سيدي بوزيد وفي القصبة للتسويق لمشروع نظام سياسي ظلت ملامحه غامضة الى اليوم.
- واليوم وبعد قرابة العام من وصوله الى قصر قرطاج لم نر له أي فعل أو انجاز عدا الكلام عن المؤامرات.
- عفوا يا فخامة الرئيس المفدى أنت أبعد من أن تكون مناهضا لمنظومة الفساد والاستبداد وناطقا باسم الثورة وباسم الشعب.
انما وبحيث ما أخيبك يا صنعتي كي نشوفك عند غيري.