الرغبة في الإنتقام هي غريزة حيوانية متناسبة مع أحاسيس بشرية أخرى

Photo

بشاعة الجريمة تخليني نتفهم موقف الناس إلي يطالبوا بعقوبة الإعدام، نظرا لأنه الرغبة في الإنتقام هي غريزة حيوانية متناسبة مع أحاسيس بشرية أخرى تنتابنا إزاء الجرائم الفظيعة، كيما الشعور بالظلم أو بالقهر أو بالغضب أو بالحزن أو بالشفقة، إلخ... المؤسف أنه، رغم أنه جانب كبير من الناس إلي يساندوا في الإعدام يدعيو الثقافة والحداثة، قليل منهم قابلين أنهم يعملوا شوية مجهود فكري و نقد ذاتي... بش يدركوا أنه موقفهم ما عنده حتى علاقة بالعقلانية (كيما ماشي في بالهم) ولي ماهو إلا تعبير (شرعي ومفهوم أكيد أما زادة بدائي) على مجرد غريزة.

فما حتى شكون ولا، لتبرير الموقف هذا، يستهجن منظومة حقوق الإنسان... كاينهم حقوق الإنسان مزية من حقنا نختاروا اننا نطبقوهم وقتلي يظهرلنا ونطيشوهم وقتلي ما يتمشاوش مع مزاجنا ولا مواقفنا الشخصية.

الأخطر أنه فما شكون يحب يدخل شرعية عقوبة الإعدام تحت لواء منظومة حقوق الإنسان، بحجة أنه المنظومة هاذي ما تستعرفش بالناس إلي "لا علاقة لهم بالإنسانية"، في حين أنه العكس هو الصحيح: على عكس جميع الشرائع والإيديولوجيات الأخرى، منظومة حقوق الإنسان هي الوحيدة إلي تضمن نفس الحقوق للي يتبناها وللي ما يتبنهاش و حتى لمن يغتصبها كليا، كيما الارهابيين أو المجرمين الكبار. ومن بين الحقوق هاذي: الحرمة الجسدية.

يقول القايل، علاش؟ صحيح إلي للوهلة الأولى، تبدو الأمور غير عادلة وغير عقلانية... كيفاش واحد يضرب ويغتصب ويعذب ويقتل وما يستاهلش حتى أنه يتعدم؟ الإجابة هي أنه الشخص هذا هو بيدو، من منظور فلسفي وعلمي، ضحية... ضحية عدد كبير من العوامل (الجينية والنفسية والإجتماعية والتربوية والعقلية والإدراكية واللاواعية والمادية والجنسية، إلخ...) إلي خلاتو يتصرف اكاكا... وكانت تخلي أي واحد فينا يقوم بنفس الجريمة كان جاء في بلاسطه.

هذا ما يمنعش أنه يلزم يكون فما عقوبة، خاطر غياب العقوبة ينجم يكون هو بيدو عامل (إضافي) يخلي ناس اخرين يقوموا بنفس الجريمة... يعني السبب إلي يخلينا نشرعوا عقوبات للمجرمين ما يلزمش يكون الإنتقام، أما التوقي... إلي صار ما نجموش نبدلوه وحتى عقوبة في العالم ماهي بش ترجع حق إنسان تم اغتصابه أو قتله (إلا إذا نرجعو بالوقت لتالي و نلغيو الجريمة، إلي هي حاجة مستحيلة).

الإشكال الفلسفي القائم لهنا (ولي ما عندوش إجابة مثالية) هو شنية يلزم تكون هالعقوبة؟ وما هي مدى شدتها؟ أما الأكيد أنه، من منظور إنساني، يلزمها تراعي الظروف والأسباب إلي تخلي الشخص يكون مجرم (ولي كيما فسرت تجعل منه ضحية)، على الأقل بإحترام حرمته الجسدية وبترك فرصة ليه للتدارك إذا ولا ما عادش يمثل خطر على المجتمع في نهار من النهارات بعد ما يستوفي عقوبته (إلي، للسبب هذا زادة، ما يلزمش تكون جذرية لدرجة الإعدام)، وهذا الكل يلزم يكون بالتوازي مع محاولة معالجته (إذا يشكو من أمراض عقلية أو نفسية).

بي آس: الحجج إلي من نوع "تصور كان جيت إنت في بلاصة الضحية... تصور كان جات بنتك... تصور كان جات أمك، إلخ..." هي حجج فاقدة للأمانة الفكرية: ما إنجموش نكونوا موضوعيين في تقييمنا إذا الحكاية تمسنا شخصيا... بالطبيعة، حتى معارضي عقوبة الإعدام، إذا تصير الجريمة هاذي على إنسان عزيز عليهم، من المرجح أنهم يخضعوا لغرائزهم وكان يلقاو يقتلوا المجرم بأنفسهم، خاطر بش يكونوا في وضعية خاصة جدا تسلبهم عقلانيتهم وتخليهم يتصرفوا، حصريا، بالعاطفة.... ونجمو نتفهمو أنه إنسان يتصرف بالعاطفة... أما أنه القانون أو القضاء يكونوا مبنيين على العاطفة فهذه حاجة لا يمكن تفهمها أو تقبلها في بلاد تحترم روحها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات