أجيال وراء أجيال من أنصار حرية الإعلام، ناضلت من أجل تغيير مفهوم الحصول على "الترخيص" الحكومي في إصدار وسيلة إعلام إلى مجرد "إعلام" حتى بالبريد كما هو في العالم الحرّ في الحق في التعبير،
كل معاركنا حول الفصل 13 من مجلة الصحافة القديمة من أجل عبارة "ويسلم وصل في ذلك"، الذي لم تكن وزارة الداخلية تسلمه أبدا، معركة واضحة: الحرية مقابل المنع، مع اعتقاد مسبق بأن السلطة تملك كل الوسائل المراقبة البعدية، ليس فقط للتعديل بل أيضا للقمع،
الآن أي شيء تغير لكي يغضب زملائي وأصدقائي في الإعلام من مشروع تنقيح المرسوم 116 إذا كان الهدف هو حذف صلاحية إسناد الإجازات لإحداث القنوات التلفزية (كما كان الترخيص في الصحف) من قبل الهيئة وإقرار مبدأ مجرد التصريح بالوجود، إن كان الخوف من استغلال قناة تلفزية في بث الإرهاب مثلا؟
فهذا يذكرني بخوف الدولة في أول التسعينات من استغلال جهاز الاستقبال البارابول في الانقلاب على الدولة، معركة داوود ضد الجالوت تملك فيها الدولة كل الوسائل الأمنية والجبائية والشغلية لمحاسبة مؤسسات الإعلام،
في النهاية: أكثر القنوات استقبالا في الدول العربية هي التي تبث من خارج الدول العربية حيث تخضع لمحاسبة أوروبية صارمة حول احترام قانون الشغل ووضوح مواردها المالية على عكس بلادنا حيث يصعب جدا تطبيق حكم قضائي على مؤسسة إعلام حائزة على الإجازة، وهو ما يتجاهله المرسوم 116 كما التنقيح، وحيث آخر شيء يمكن الحديث عنه هي الاتفاقية المشتركة في الإعلام التي تضمن حتى حق هيئة التحرير في حرية صناعة المحتوى وخصوصا الفصل بين الإدارة والتحرير،
هامش: أحيي من القلب كل من يريد أن يقول لي أنت من جماعة ائتلاف الكرامة، داعشي متستر، خانتك الحجة، يا خسارتك، وأنت معانا وإلا معاهم، وأحذر من خطر التيار الشعبوي في قطاع الإعلام والصحافة، ومن الذين لا يفرقون بين العمل الصحفي الصناعي وبين الهواية ومقالات الرأي والتحاليل والخواطر التي تسر الخاطر والكرانكة الجدد،