بمناسبة غضب صديقي مبروك..
"نحن اكثر منك نضالا في مواجهة الاسلام السياسي لكنك سيئة الخلق " و بناء عليه " لم يعد ممكنا العمل (معك) رغم اننا لا نختلف عنك (الا قيد انملة فقط) " .....هذه هي الخلاصة النظرية الفقيرة التي خرج بها صديقي الاستاذ مبروك كورشيد بعد سنة كاملة من صراع واضح على الديمقراطية (لا تحت سقفها ) قادته " موظفة نظم الثورات المضادة و اردأ بقايا التسلط ".
العجز النظري والعملي عن ضبط تخوم " الساحة الديمقراطية " ذاك هو العجز الهيكلي الذي وقعت فيه اطياف سياسية وفكرية عديدة اعمتها استراتيجيا " المعركة مع الخوانجية " عن تبين مفاصل التمييز بين " الديمقراطيين " و " الفاشيين " وبين الصراع الديمقراطي تحت سقف الديمقراطية بين قوى ديمقراطية مختلفة والصراع ضد الديمقراطية بين ديمقراطيين وفاشية.
هذا العجز والعمى الذي أسقط اخلاقيا قبل الثورة قوى عديدة وجعلها تصطف الى جانب التسلط الحاكم لأولوية الصراع مع "الخوانجية " هو نفس العجز والعمى الذي خرب لسنة كاملة العمل البرلماني وأسقط اخلاقيا قوى تؤكد انحيازها للثورة والديمقراطية ولكنها تحولت بعمى تكتيكي الى قطع وظيفية في ميدان صراع حددت تخومه وصاغت معاركه بإتقان قوة فاشية مصنوعة خصيصا لتعميق التيه والخسارات الدائمة لقوى " ديمقراطية " لا تعرف ما تريد وتعيد نفس الاخطاء التي لا توصل الى نجاحات الصندوق.
لم يكن صديقي مبروك الا تعبيرا صريحا على هذا التلعثم النظري و العملي الذي تعاني منه كثير من القوى الوطنية و هو يسير على حد السيف كي لا يدين " الزغراطة " ديمقراطيا لان تلك الادانة وحدها هي التي تجعله يذهب سريعا نحو " الفرز " باعتباره الاستخلاص النظري و العملي الوحيد بعد تبين طبيعة هذه الموظفة الفاشية و لكن الصديق مبروك كغيره من القوى التائهة يظن ان جمهوره الانتخابي هو مع الزغراطة و ان ربحه في الاستقطاب و ان احسن التكتيكات هو الاستثمار في اضراس الفاشية لمواجهة "الخوانجية " لعرض النفس على " غرف الترتيب السياسي " كرقم منافس و اكثر عقلانية و احسن عرضا لنفس البضاعة من عبير موسي .
العجز عن القطع مع باراديغم تقليدي في فهم الحاضر والمستقبل والعجز عن اخذ العبرة النظرية والعملية من معارك الماضي والعجز اصلا عن فهم مسار التاريخ وحتمياته ...هذا بالضبط العجز المضاعف الذي يمنع كثيرا من الفاعلين على الاستخلاص النهائي المؤسس لنجاحهم العملي: الزغراطة خارج مدار القوى السياسية الديمقراطية لانها نشاة وتمويلا وارتباطات لا تخوض صراع من اجل الديمقراطية بالوسائل الديمقراطية بل انها تخوض معركة على الديمقراطية بوسائل من كلفها من جهات معادية للديمقراطية ....
خارج هذا الاستنتاج يكون غضب اخي مبروك بلا افق استراتيجي للغضب المنتج سياسيا الذي طلبه منا حديث الرسول (ص ) الذي استشهد به الاستاذ .