يبدو أن براديغم الانتقال الديمقراطي قد استنفذ أغراضه وحان وقت الدخول في منطق الانتقال الاجتماعي.
لا معنى لمؤسسات وهياكل وأجهزة تكتفي بإدارة الصراعات السياسية بين أقطاب السلطة، بينما كل هذه الأقطاب هي هنا لخدمة المجتمع.
والمجتمع اليوم تقدم له خدمات رديئة جدا في الصحة والتعليم والنقل، كما أن قوته الأكبر التي هي الشباب محرومة من تقديم خدماتها للمجتمع وللدولة بسبب تعطيلها عن العمل.
غير أن المشكلة الأعظم في كل هذا هو أن منوال التنمية الحالي لا يقدر على استيعاب الجزء الأعظم من هذه القوة الشبابية، ولا يكون الحل بتاتا بمزيد إغراق مؤسسات اقتصادية لها توازنات دقيقة في مستوى مواردها المالية والبشرية، لا بل ولها أحيانا كثيرة فائض من القوة العاملة، أو الخاملة، بمزيد من الانتدابات.
لا بد من إحداث مشروع مارشال تونسي ضخم يستوعب مآت الآلاف من المعطلين عن العمل، في مجالات حيوية تخلق الثروة وتخلق الرفاه الاجتماعي وتحقق كرامة المواطنين.