ما تمارسه نقابة الصحفيين في حق الاعلام جريمة لن تمحى من تاريخ هذا المكتب التنفيذي الصغير سنا وتاريخا لأنه سيخرج من التاريخ بانه أصدر قرارا أحمق غبيا نزع به الموضوعية من الإعلام وشجّع الصحفيين على الانحياز الأعمى وحرم التونسيين من إعلام متوازن.
إنّ قرار حقيرا كالذي اتخذته نقابة الصحفيين بمقاطعة طرف سياسي في مقابل شنّ هجوم متكرّر عليه يدل بلغة دارجة على قلة رجولة ومن العيب الكبير في حق صحفية كآسيا العتروس في خبرتها وسنّها وتاريخها ان تخضع لتعليمات مكتب تنفيذي لا يملك قراره وينخرط في أجندا سياسية فترفض نشر حوار النائب عبد اللطيف العلوي بعد ان وافقت عليه …
المشكل ليس في المقاطعة بل في اعتقاد هذا المكتب ان الإعلام مازال كعهد البرافدا وأنّ الناس لا يستطيعون الوصول الى الحقيقة التي يحاول حمقى المكتب إخفاءها بغربال …
الرجولة تقتضي ان قاطعت ألاّ تهاجم المغيب هكذا على الاقل ان تحترم نفسك لكن ان تقاطع من تهاجمه صباحا مساء فانت جبان ... بالمناسبة كل يختار الباب الذي يدخل منه للتاريخ والحقارة هي أحد هذه الابواب كبولة زمزم بالضبط.
ما يقع جريمة في حق الاعلام وليس في حق الكرامة وعلى كل صحفي حر منخرط في النقابة ان يضع حدا للاستهتار بانخراطه ... اما عنّي فقد قاطعتها منذ ان انطلقت في عقد الصفقات المشبوهة وقد كتبت عن ذلك كثيرا …