لا احد معني بهذه النصوص الا من هو معني بها ..
التحوير الحكومي سيكون عموما كالعادة لصالح "الادارة " اي السيستام اي لتنظيم الطلبة او التجمع القابل بالثورة و الديمقراطية اي المنظومة التي استولت على النظام بعد ذهاب بن علي و تم ابعادها شكلانيا و مؤقتا في السنة اليتيمة التي حكمت فيها الترويكا قبل ان تعود للحكم و ان كانت قد عادت منذ اواخر 2013 مشتتة و متصدعة و بصراعات داخلية بين اجنحتها و لكنها هي الحاكمة في اخر التحليل ( بالمعنى اللينيني لعبارة اخر التحليل ) عبر قبول القوة الشعبية الرئيسية في الجديد ( النهضة ) بالتسوية الوظيفية معها ( الحوار الوطني ) ..
طبعا فراغ المنطقة الثورية اي المنطقة الديمقراطية الوطنية جعل التسوية باستمرار منذ اواخر عام 2013 بين المنظومة رغم تصدعها اي التجمع القابل بالثورة و النهضة ( الخط الدولي الرسمي ) تكون باستمرار تسوية بشروط النظام …
نقصد بالقوة الثورية الديمقراطية الوطنية القوة التي يطلبها الناس ليجعلوا التسوية تتم بشروط الجديد و هي القوة التي تحطمت بانهيار المؤتمر و التكتل بعد حوار باريس و سقوطهما في انتخابات 2014 لتسهل بذلك التسوية بشروط القديم و تصبح النهضة عمليا في قبضة التسويات بشروط القديم عبر المناورة فقط بين شقوقه دون ان تملك رديفا ثوريا تحسن معه شروط التسوية و ليهيمن داخلها الشق البراغماتي الذي يغلق الباب عما سماه بالمغامرة مع " ثوريين " لا وجود لهم و يقطع الطريق على "ثوريين مزيفين" يجب ان يسبقهم في التسوية مع " النظام " العائد و استغلال فرصة تصدعه لتحسين شروط التسوية معه لا بالقوة الثورية بل بتخير شقوقه .
في 2019 حضر ضمير الناس الثوري لإعادة " صناعة " القوة الثورية الديمقراطية الوطنية وزع الناس اصواتهم بين القوى التي افترضوها ممثلة لهذه القوة التي تعيد التسوية بشروط الثورة ( الكرامة ..التيار ..الشعب ...ثم الرئيس ) …
تحليل الناس و ضميرهم الثوري العفوي في تحديد ملامح و نظرية " القوة الثورية الديمقراطية الوطنية " هو دليلنا و مرجعنا و كتابنا في صياغة نظريتنا في تقدير الموقف السياسي و هي النظرية التي تثبت صحتها باستمرار رغم محاولات الاقليات المتراجعة التي فشلت في الاقناع بأنها مجرد نظرية منحازة لهذا الطرف او ذاك .
نحن ننظر باستمرار لبناء هذه القوة الثورية الديمقراطية الوطنية (العبارات التوصيفية الثلاثة هي مفاهيم دقيقة لا مجرد شعارات خاوية ) و هذا التنظير هو منهج تحليلنا و ممارستنا في المشهد منذ خيبة 2013 و تفطننا لضرورات التصدي للمؤامرة على الانتقال التونسي و هو المنهج الذي حكم مبادرتنا في حكومة الجملي و دعوتنا الى اسناد حكومة الفخفاخ قبل ان نتفطن الى الاصطفاف التامري على التجربة عبر مركزتنا للصراع مع الفاشية و حليفها الموضوعي الشعبوي المتكلم او المدعي التكلم باسم قيس سعيد و حليفهما الموضوعي المتمترس في الوعي الزائف للخط المهيمن منذ حوان الفارط على طرف في الكتلة الديمقراطية .
يتكثف تصورنا في حتمية الاسراع ببناء القوة الثورية الديمقراطية الوطنية بعد تكثف المؤامرة المتبلورة في الجبهة الملتقية موضوعيا هذا الصيف تحت عنوان تزييف الوعي و المعركة : اسقاط البرلمان او تعطيله بتكثيف المعركة مع رئيسه و مركزة الصراع مع " الاخوان " .
نفهم حتمية بناء القوة الثورية الديمقراطية الوطنية كعنوان رئيسي للمرحلة في افق الانتخابات القادمة ( مبكرة او في وقتها ) لتصحيح وجهة اوراق الناخبين الباحثين عن القوة الثورية الديمقراطية الوطنية الشرط الرئيسي للتسوية الوطنية بشروط الثورة .
هذا جوهر تحليلنا و خيطنا الناظم في المقاربة السياسية منذ خطأ التسوية الاولى بين الاسلاميين و التجمع المدقرط : كل تسوية و لكي تكون لصالح الديمقراطية و الثورة يجب ان تكون بوجود القوة الثالثة بماهي القوة الثورية الديمقراطية الوطنية التي تدفع القوة الشعبية الاولى اي النهضة الى مربع الثورة و الديمقراطية و تجبر النظام اي التجمع المدقرط على القبول بانه هو القوة الثالثة لا الاولى في الترتيب ليقبل بشرط التسوية على قاعدة الجديد …
كل ضعف للقوة الثورية الديمقراطية الوطنية او كل خطأ في تعيين من يمثلها يجعل التسوية تتم لصالح القديم ..
يضبط تصورنا الملامح السياسية ( الايديولوجية ) للقوة الثورية الديمقراطية الوطنية كما يلي عبر النفي الذي يصاغ لاحقا بشكل موجب :
لا تكون "ق . ث . د . و" استئصالية قائمة على هدف اضعاف الاسلام السياسي او معاداته لانها تتحول وقتها الى حليف موضوعي للتجمع و تكف عن ان تكون ثورية ديمقراطية وطنية ( بالمعاني الدقيقة للصفات الثلاثة ) ..الاسلاميون قوة شعبية اولى يكون الصراع عليها بين القوة الثورية و النظام لا الصراع ضدها .كل صراع ضدها هو تسليم موضوعي لها للتسوية بخيار القديم .القوة الثورية الديمقراطية الوطنية تقيم فعلها على الوعي المطرد بضرورة التمايز على القوى الوظيفية للنظام القديم من يسراوية مخترقة و ديمقراطويي الحمق الوظيفي .
القوة الثورية الديمقراطية هي تسوية بالضرورة اي لا تطرح المواجهة الثوروية ( مع النظام ) التي انتهت شروطها منذ 2013 و كل استعادة لذلك تمنح الفاشية و اليسراوية التجمعية فرصة وصمها و تذهب بالبلاد الى صراع غير متوازن و تقوي الخط اليميني البراغماتي داخل " الاسلام السياسي " و تتركه منفردا بخيار التسوية المفروض دوليا و تضعف الخط المبدئي داخله و دون اسناد و رقابة ثورية ديمقراطية وطنية فتكون تسوية لصالح القديم .لا تسوية بشروط الجديد الا بالتنافس مع التجمع المدقرط على شروط التسوية لا على المواجهة و بالتنافس على الاسلاميين لا باستئصالهم .
القوة الثورية الديمقراطية تقطع جذريا مع الزيف الشعبوي و العناوين المزيفة للقوى المحمولة على " الثورة " و تحدد عناوين معركتها مع " الفساد " في عناوين اقتصاد الريع و لوبيات المافيوز الراعية للتسوية السياسية المزيفة بشروط القديم و النهضة المحكومة و الراعية ايضا لإنتاج المعارضة الوظيفية من الفاشية الى الشعبوية الى الثوروية المزيفة .
محمد عبو
حجم " الموضوعية "و اللطف الذين تحدث بهما محمد عبو عن عبير الفاشية صدمني ..حجم استعداده للتثبت من الاشاعات التي قيلت حولها و تأكيده بأسلوبه في الكلام الذي يشبه ميكانيكية الحاسوب و طريقته في التعبير " المرقمن البلا احاسيس " على انها يمكن ان تكون بريئة حتى تثبت ادانتها ( على عكس ما تعامل به مع النهضة ) ملأ حلقي بالمرارة …
استعداده الضمني للاشتراك معها في " المعركة الكبيرة " لو تعقلت ذبحني اكثر مما اثارني كلام مبروك كورشيد الشبيه به وهو يستجديها اكثر من مرة ان تتعلم صناعة الاصدقاء لأنه يشترك معها او اكثر منها في "دومان " النضال ضد الاسلام السياسي ..
حين تصبح السياسة ثأرا شخصيا و انتقاما من اجل الذات تصبح عمى استراتيجيا ...لم اصنع يوما في ذهني او في عاطفتي رموزا و لم اؤمن بزعامات فأنا موجود في قلب مشهد سياسي اعرف تفاصيله منذ اكثر من ثلاثة عقود و اعرف شخوصه بكل تدقيق...
لم تصبني خيبة من احد لأني لم اعلق املا على احد ...انا اعرف البئر و غطاءه ... و لكنني اشفق على مسار و انصار مسار تأتيهم خيبات ممن صنعوا عنهم في اذهانهم صورا مفترضة و احسد خصوم ثورة ممن صنعوا في الضفة المقابلة لهم رموزا يستقوون بشهاداتهم على المسار في اللحظة المناسبة ....انها عبثية مسار يتيم بلا اباء في بلد لم يكن فيه يوما ...اباء..
تسقط الفاشية و من صنعها و من فكر او يفكر يوما في اعتبارها قوة او وجهة نظر …