تظاهرات الليل الملثمة لن تمنع تظاهرات النهار بوجوه مكشوفة لقوى الهامش الاجتماعي و الثقافي و السياسي الذي تم التحيل على ثورته عبر ترسكل المنظومة القديمة ( بقطع النظر عن تعدد اجنحتها الان ) التي صاغت بإتقان ادوات حكمها و معارضتها و التفت بشكل عبقري على عملية التصحيح التي انجزتها الجماهير في تصويتها في انتخابات 2019 بعد ان تم الالتفاف على العناوين التي انتخبها الناس و هم يظنون انهم يصححون بهم المسار و تم ادخالهم في صراع بيني و منع كل حكم مشترك بينهم بإجهاض المبادرة في حكومة الجملي ثم اسقاط حكومة الفخفاخ على علاتها ..
النهضة ..ائتلاف الكرامة ..التيار الديمقراطي ...حركة الشعب ..و قيس سعيد ...هي القوى التي وضع الناخبون على عاتقها امانة التصحيح و لكنها تنتهي في فخ الصراع الوظيفي بينها لتستمر اجنحة المنظومة القديمة من جديد في حكم البلاد كما فعلت منذ صباح 15 جانفي 2011 …
هذه القوى الجديدة لا يعنينا ان كان عجزها و وقوعها في فخ الصراع كان نتيجة اختراق( موجود حتى في قياداتها ) او سوء قراءة للمشهد و للمؤامرات و للمرحلة فهذا لا يهم …
ان تكون النهضة اكثر الاطراف مسؤولية باعتبارها الطرف الاقوى و الاكثر وعيا بتوظيفها من المنظومة و باعتبار سيطرة المتنفذين المستفيدين من القديم على الخط السائد فيها ( هذا الخط ساهم في اجهاض المبادرة لأنه يريد الحكم مع القديم و الفاسد ) فهذا ليس مهما في التحليل لان الاطراف الاخرى ايضا ساهمت في ذلك ( في التيار و الشعب هناك من دفع الى ان تحكم النهضة مع القديم الفاسد بنصرة موضوعية للخط الميال فيها الى الحكم مع القديم ) ..
ذهاب الائتلاف الى المناكفة غير المنتجة سياسيا و انخراط التيار و حركة الشعب في صراع ضد نهضاوي حولها الى قوى وظيفية بسبب الاختراق او بسبب سوء التقدير ...وقوع رئيس الجمهورية في فخ الغرف التي تدفع من يحملون انفسهم عليه الى العبث السياسي و مصارعة الخصم الغلط ... .هذا كله لا يهم ...المهم ان انتفاض الناس بوجوه مكشوفة على جميعهم قد يكون قريبا و سيجعلونهم في نفس المنزلة مع المنظومة القديمة ...الفشل اصبح في اذهان الناس فشل " كلن " …
سردية " فشل كلن " و " اطروحة الكل خايبين " اذا لم يقدها طرف وطني عاقل تصبح بدورها تصب لصالح القديم المتهيكل و هذا من المفارقات العجيبة : نظرية الباب الدوار : القديم المتشابك و المتشظي يخرج دوما ليعود …
ملاحظات لمنع التعليقات التي لا تضيف فكرة مفيدة للتدوينة :
+ جعل النهضة و الكرامة و التيار و الشعب و قيس سعيد كعناوين لرغبة التصحيح في انتخابات 2019 ليس مدحا لهذه الاطراف بل هو تقرير امر واقع …
+ جعل هذه الاطراف كلها في نفس الخانة رغم انها تتزايد على بعضها بالتمايز : النهضة و الكرامة يتهمان التيار و الشعب بالتآمر على المسار و هذان الاخيران يتهمان النهضة و حليفها بالفساد و الحكم مع الفساد …جعلها في تفس الخانة هو تحليل لطبيعة قواعدهم الانتخابية و اتباعهم و ليس تحليل لسياساتهم و طبيعة قياداتهم (هذا تقييم اخر تختلف فيه وجهات النظر)
+ الحديث عن ان القديم هو الذي يحكم هو تحليل واعي بصراعات الاجنحة و يميز بين اطراف القديم و لكن الحديث عن قديم واحد هو مجرد تعميم منهجي.