نوبات تخريب بلا أفق، بقدرما تنبّه إلى تعثّر في مسار بناء الديمقراطيّة والمواطنة الكريمة تشير إلى أذرع ماليّة (ملف الوردانين) وإعلاميّة (التاسعة وأخواتها) من مافيا القديم وأدواتها من الشباب المهمّش تصرّ على استهداف المسار.
ولهذه النوبات صداها السياسيّي عند خليط من الشعبويّة الضحلة والفاشيّة الحقيرة وروافدهما من يسار وظيفي بائس يحسب كل عجلة محروقة "ثورة جديدة"، وديمقراطيين كارهين لأنفسهم انتهوا معتذرين لبن علي ومرحّبين بعبير.
تزامنت هذه النوبة مع التحوير الوزاري الأخير ولكنّها ليست موجّهة إليه رأسا لأنّ الحكومة حكومتهم (بمعنى من المعاني) وهي ثمرة عبثهم (حكومة الرئيس) لمنع قيام حكومة إصلاح وإنجاز على قاعدة انتخابات 2019. فهم وسعيّد من أتى بالمشيشي.
وحين يعملون على إرباكها أو يتوهّمون القدرة على إسقاطها فليس استهدافا "لأبنائهم" و"أًصدقائهم"من الوزراء الجدد من طلبة التجمّع، وحين يرضى بعضهم بمهمّة صبّاب عند قيس سعيّد...كلّ ذلك مجرّد واجهة للسياسة وسطح للديمقراطيّة.
إنّهم يستهدفون "الشروط العميقة للديمقراطيّة" وهي شروط قائمة في السياق كلّه ويعلمون حجمها ويخشون مآلاتها في ظلّ سقف عال للحريّة واختيار شعبي حرّ.