"في ظل الترتيب السياسي المفروض على الجميع و في ظل "الظهار السياسي" الذي يمارسه من "وحدهم الاستبداد" ذات شتاء ديسمبري ماذا انتم فاعلون لإخراج البلاد من ازماتها؟" سؤال لا يحتمل أكثر من اجابة واحدة .كلما طرح هذا السؤال كلما اغرق بغابة من الاسئلة الهامشية متعددة الاحتمالات و يعود كل طرف الى التحصن بخطاب سياسي يحارب الخصوم السياسيين بكل الوسائل على امل الاستئثار بالسلطة و بممارسة سياسية علاقتها بحاجيات المجتمع لا تزيد عن شعارات "انتخابية" تُلقى في سلة المهملات من لحظة تلوّن السبابة بالحبر الازرق؟؟
يقال ان السياسة "فن ادارة الحتميات" و انها "فن التعامل مع بيئات معادية تتوالد فيها أفعال و ردود أفعال غير متوقعة و غير منضبطة " و لذلك يتم الانتخاب و التداول على السلطة لتقديم "الاقدر على ربط الوسائل بالغايات" للخروج من هذه الحتميات و من هذه البيئات المعادية الى وضع محكوم بعقد اجتماعي واضح لا لبس فيه يوفر حدا من التوازن الاجتماعي و يسمح بالبناء.
في تونس لم يتخلص السياسيون من الازمات السلوكية التي طبعت فترة العشرة سنوات الماضية و نقلت حالة الانقسام من المجتمع الى مؤسسات الحكم ليتواصل الصراع و العداء و الحقد و الكراهية. في تونس تمت "أعلمة" الصراع الدائر بين فئات المجتمع وما كان يقال و يردد في المقاهي و الجلسات الخاصة انتقل الى مؤسسات الدولة و اصبح الفاعل السياسي المطالب بصنع السياسة و ايجاد الحلول مشاركا في نشر و اشاعة حالة الفرقة و الانقسام.
و أمله فقط ان تتغير موازين القوى فتميل لصالحه و يكون أغلبيا و ساعتها يمكن له ان ينفذ ما يعتبره برنامجا اصلاحيا او تحديثيا او او..... طوال عشر سنوات و حتى قبل ذلك -زمن الاستبداد- لم يكن متاحا لاي طرف ان يلغي الاخر او يستأصله. و لم يكن ممكننا و ليس ممكنا ان يحدد طرف واحد او طرفان من دون البقية مستقبل هذه البلاد و لن يكون لأي طرف مهما كانت تمثيليته في البرلمان او الشارع ان يتفرّد ببناء تونس.
ومنذ البداية منذ2012 بدأ "الصداع السياسي" ليتحول شيا شيئا الى شقاق فافتراق فتصدع سياسي اوصلنا الى حالة من الفوضى "المنظمة" حيث خرج اطفال و شباب الى الشوارع حجتهم "الاحتجاج" و هدف الكثير منهم "السرقة" من يتحمل المسؤولية؟ شباب غاضب سرق و نهب و خرب؟
اليس الارتماء ي حضن الموت و ركوب القوارب شكل من التخريب؟ اليست البركاجات و السلب و قطع الطرق تخريبا و سرقة و نهبا؟؟أليس الاغتصاب و الاختطاف و القتل تخريبا و استنزافا؟؟ أليس الافلات من العقاب شكلا من اشكال النهب و السرقة؟؟ من المسؤول عن كل هذا؟؟ المجتمع الذي لا يعرف ان كان له غد افضل أم ان السوء سيلازمه؟؟ام الذين عجزوا عن مغادرة مربعات الخطاب العنيف و التقسيمي؟؟ و لم يدوسوا يوما على خلافاتهم و عداواتهم و "مكابرتهم السياسية"ليجدوا طريقة يوصلون بها "الامدادات "لضحايا دولة الامس و ضحايا حروبهم اليوم؟؟؟ لا أحد يطلب التخلي عن "الفيتوات" التي يرفعها الكل ضد الكل.
و ليس مطلوبا منهم ان يتشابهوا و يتقاربوا. "ابقوا كما انتم" فقط عدلوا خطابكم و خففوا من حدة لهجته و اجلسوا على على مائدة واحدة لتقدموا لنا ولو رسالة طمأنة واحدة لا نأمل ان توصلونا الى طلوع الشمس .كل املنا أن نشهد بداية لحظة الاسفار البيّن.