عمري ما دافعت عن مؤسسة الأمن (البوليس). ممكن لماضي الاستبداد المتعسف في توظيف هذا الجهاز. ممكن لطبيعة التكوين السياسي الذي تربيت عليه ومازلت (القطيعة السياسية مع السلطة). لكني هذا المساء بش نحكي برشة حكايات (شهادات لا بطولات)... خصوصا وأن قلمي يحركه السياق لا الأسواق... حتى أني أصبحت "مسخوط" لم يستبق له قلمه صاحبا... رغم أنو هذا الجدار سجل خلال العشر أيام الماضية أكثر من1200 متابع جديد.... ممكن ثمة تحولات في مزاج التونسيين... البحث عن خطاب يكسر الاستقطاب الذي يكاد يكسر الجمل وما حمل!!!
كتبت مؤخرا تدوينة تتحدث عن سلوك طالب جذري في موقفه من النظام لكنه كان ساعة يدخل الحرم الجامعي الذي تتمترس فرق البوليس السياسي عند مداخله لكن ذلك لا يمنعه من افشاء تحية الصباح (صباح الخير) في وجوههم دونما التفات أو انتظار "فردوها أو بأحسن منها". المسألة تعود إلى الشخصية القاعدية في... لاقت التدوينة استحسانا لافتا لأنها "غزت" القلوب لا الجدران... (لم أعلق على التفاعلات وكانت بالعشرات، خجلا لا تجاهلا لأني أخجل من الاطراء الذي لا أستحقه) .
انتهبت من الغد لورود رسالة على "الماسنجر" طويلة نسبيا لسيدة فاضلة من سوسة (حقوقية يسارية) حكت تجربتها مع البوليس السياسي ساعة كانت تستضيف رفاقا لها للاجتماع في بيتها فيتدخلون لمنعهم بالقوة فتكتفي في مواجهة ذلك بتقديم (لهم) المشروبات أو المرطبات التي كانت مبرمجة لرفاقها....
عاد برة يا زمان ويجا يا زمان جات سبعطاش وحلت باب زمن رخاء الثرثرة... قالت نهار كلمتني واحدة من ناشطات الأنجزة المدولرة (NGO نن ڨوڢرنمنتل أورڨانيزايشن) ":اسمعني أنت ما شاء الله عليك لكن ناقصك CV قوي". قالت سألتها "شنوة اللي ناقصني مثلا للاعتراف بي". فكان الجواب "تعمل شوهة لبوليس ويوقفوك وهكاكة دولارك يطلع". قالت مخاطبتي فاعتزلت الغرام وانسحبت تاركة الساحة لمناضلات CV رصيده شوهة.
عاد فتكم بالكلام... عام 2014 دخلت مركز شرطة المدينة بالبزدة لتجديد جواز سفر.... فوجئت بصوت يناديني بصوت عال "أهلا بالناصري". في الحقيقة انزعجت (ربما لأني مازلت لم أتحرر من صورة بوليس تفتيش الضمائر الذي نشأنا في ظل سيطرته على الفضاء العام وتجريمه للمختلف عن خطاب السلطة) لكني كتمت ذلك لأن مخاطبي قالها مرحبا لا محققا (وربما حب يدز فازتو). المهم استقبلني في مكتبه وحدثني (كأنما تفطن لانزعاجي المكتوم) أنه يعرفني منذ أيام المعهد حيث كنا تلميذين(وحيث كنت نشيط جدا في الاستقطاب... )عاد حدثني عما أسماه خط الاصلاح داخل الداخلية (بفضل الثورة) الرافض كليا للعمل بالتعليمات بديلا عن القانون..... حكى لي حكاية طالبا مني عدم كتابتها حتى لا يكون الأمر كأنه يطلب مني ذلك... وها قد مرت سنين لذلك سأكتب ما حكى لي.
حدث فقال: صادف أن نظم ..... بتأطير من نقابتهم اعتصاما في زمن خاضع لأحكام حالة طوارئ (عام 2014) فكلفني عرفي (رئيس المنطقة) باصطحاب أعوان والذهاب لفض الاعتصام لكني ناقشته كون اعتصامهم قانوني لأنه ليس في الشارع وإنما داخل أسوار ادارتهم وخرجت صحبة أعواني تنفيذا للمهمة لا لفض الاعتصام مادام ليس في الشارع في زمن طوارئ... وقفنا بعيدا انضباطا للمهمة فقط. قال ما راعنا إلا وتقدم أحدهم للتحرش بنا "يا كلاب يا أولاد الق...". ڨال هبلت وما عاد دال شيء وقدمت عميتو بالشلابق على وجهو... مش لأني بوليس بل لأني راجل يثأر لشرف أمه وكرامة زملائه....".
عاد تذكرت حمة الهمامي عام 2009 منين نزل مالطيارة في مطار قرطاج وكسرولو مراياتو على عينو ولم يقل لهم يا كلاب يا أولاد الق....!!! برة يا زمان جاء وقت أصبح فيه وجود بوليس ملتزم ب"سميغ" اللبرالية عرضة لتكسير وجهو ممن يبحثون عن CV فاست فود ولو باستفزاز مجاني لتكذيب مقولة الأمن الجمهوري التي تتقدم بخطى السلحفاة... هل نشجعها أم نحطمها... هنا الفارق بين مناضلي زمن دفع الثمن ومقاولي زمن قبض الثمن!!!
امتنعت عن نشر صورة لعون أمن مكسو وجهه بالدم وامتنعت عن نشر صور من يدخنون ويدخن الزطلة استفزازا لأعوان لا مسؤولية لهم في ما حصل من محاكمات إذ الجرم تشريعي بالأساس!!!
أدين بشدة مطلقة المحاكمات الجائرة بمدينة الكاف للشبان المستهلكين. وأدين بشدة ردح ناشطات سي ڢي الشوهة زمن رخاء الثرثرة.