عندما ندرك أن المرونة الأمنية مازالت مركزية ولم تخالطها اللامركزية، وأن العقل الأمني "الذي يقود وليس الذي ينفذ" رغم ما أحرزه من تقدم الاّ أنه مازال رهينة الى "شوف الوجوه وفرق اللحم" ومازال لا ينظر الى شعبية المتظاهر ووجاهة مطالبه وإنما الى خاصرته النخبوية،
وحين ندرك أن العناصر التي يغلب عليها الشذوذ والتبذير، والتي اقترفت مع رجال الأمن كل ما يمت للقاذورات بصلة، تقف خلفها اللوبيات المؤدلجة والجمعيات المجيرة، كما تسندها المحاضن اللائكية المحلية والأخرى الأوروبية ذات النفوذ الواسع والأحزاب الحداثاوية القريبة جدا من بروكسل وستراسبورغ ولكسمبورغ..
حينها "نُبوصل" بتدوينة الاستاذ رياض بن جدو ونوليها كامل العناية بل ونجعل منها رسالة مضمونة الوصول الى العقل الأمني في تونس كي يسعى الى المساواة بين الشعب التونسي المعزول والشغب التونسي المسنود.
*تدوينة الأستاذ رياض
ضبط النفس.. يحضر ويغيب !!!
اعذروني على زاوية التحليل هذه فهي ضد التيار وتخالف السائد..
ضبط االنفس لدى أعوان الأمن وكبح جماحهم لأنفسهم مسألة قد تحضر وقد تغيب.. المسألة كلها متعلقة بالبلايك.. فهي كالتنمية تحضر في الحضر والساحل وتغيب وراء البلايك.. وهي تماما كالكهرباء والماء والانترنت وكل الخدمات الأساسية وهي أيضا كالبنية التحتية والمستشفيات و المطارات والكليات.. كلها تحضر هنا وتغيب هناك.. فضلا على فضاءات الترفيه فهي حلم لدى المتمترسين "ورا البلايك"..
هب، جدلا أن تلك، صاحبة الكانيش، او ذلك الذي يمد الاصبع الاوسط او ذاك الذي يلوح بالورقة النقدية للشرطة، او تلك التي ترمي امهات الشرطيين بأقذع النعوت.. تخيلوا لو حدث ذلك في القصرين او تالة او سبيطلة او المزونة او توزر او قفصة.. اعرف ان حتى الخيال غير ممكن.. نحن هنا يموت لدينا المتظاهرون ويفنون لاقل من ذلك بكثير..
نحن "نموت نموت" ليحيى وطنهم..