المعاهد الإعدادية والثانوية خاوية على عروشها... أساتذة يُطلقون صيحات فزع وينشرون صور لأقسام فارغة وأخرى فيها تلميذ أو تلميذتين... أمام المعاهد التلامذة مكدّسين ووراء معمل الياجور مرندفين وفي المقاهي وقاعات الشاي يتبادلون رشفة وجبدة ونفيّس.
الأولياء لا باس؟
نعرف أنكم مهتمين بالشأن الوطني والدولي وباركين أمام الفايسبوك تناقشوا في قرارات الحكومة غير الصائبة وتنتقدوا في أداء الرئيس "الغفّاص" وتعلّقوا على مقترحات الصندوق الدولي وأنكم موش عاجبكم ترامب لأنه غير ديمقراطي وقيس سعيّد لأنه نغّار... وموسي لأنها فاشية وسيف لأنه باندي... وباش تقصّوا سباباتكم وتفقؤوا أعينكم....
يا وخيّاني....المفارقة هي أنكم:
فاشلين في إدارة شأنكم المنزلي وأموركم الخاصة... وأولادكم موش قادرين تراقبوهم وتمرّدوا عليكم وغلبوكم .... قبل ما تعمل فيها مفتّش كعبورة وتختخ والعميل رقم 007 شوف أولادكم وين متركنين.
الشباب الذين لوّنوا وجوه البوليسية لم يأتوا من كوكب المريخ هم أولادنا إلّي ما نعرفوهمش وما نعرفوش كيفاش يفكّروا ولا آش قاعدين يعملوا... احمدوا ربّي عبّروا ألوانا وكلاما بذيء وميوعة وما عبروش أحزمة ناسفة... كلّهم دواعش أنتجهم نظام عالمي دمّر العائلة وحوّل الروابط العائلية إلى "فلوس": فلوس الإيتود، فلوس كسكروت شوارما، فلوس كارطة، حقّ سبادري.... ذاك هو الرابط الوحيد بين الأولياء والأبناء... حتى لا يتمرّد أعطيه آش يحبّ. المفيد يسكت وما يكسّر لك راسك وما يشوّش عليك تفكيرك.
أولادهم مشاريع تكنوقراط ومشاريع وزير ورم ع وأولادكم مشاريع حرّاقة وزطّالة ونطّارة . أولادهم في المدارس الخاصة وفي الجامعات الفرنسية والبريطانية والألمانية وأولادكم في الشارع....
فيقوا.... قبل ما تلقوا رواحكم أمام المحكمة الإبتدائية تندبون حظّ أولادكم الي عثّرتوه بمكابرتكم واستهتاركم.....