منذ سمعت القصيدة العصماء التي أنشدها المزغنّي وأنا أصفع نفسي بقسوة!فقد أتلفت منذ سنوات طويلة ديواني الشعري الأوّل ،المؤلّف من ثلاثين قصيدة في الحبّ والحياة وذمّ الدّهر…
والله يا ابن العمّ ما خلت يوما أنّ الدّهر سيفرّق بيننا ,وقد عشنا أياما وليالي نعبّ من الدنيا فلا نشبع,أرعاه مثل طفل وأقوم على حاجته وأطبّبه ,وأهتمّ بشأنه مثل أمّ رؤوم…
في زمن عولمة الحبّ والحرب، زمن اجتياح الإنسان والمدن، زمن الجنون العاصف بالقيم، صار الحبّ معلّبا وسريعا وجاهزا كأكلة ماكدونالديّة، وكذلك الحرب. تلتهم سريعا وتمضي. وصار تسويق الحبّ كتسويق الحرب. بضاعة لتركيم الأرباح عبر تغذية الغريزة والإشباع الوهمي. صار الحبّ لاشيئا ضمن اللّاشيء الذّي تشيعه الحرب.
.
فرفعت الستار فإذا عيناها مثل جمرتين من البكاء، وقالت:والله يا ابن العمّ ما خلت يوما أنّ الدّهر سيفرّق بيننا، وقد عشنا أياما وليالي نعبّ من الدنيا فلا نشبع، أرعاه مثل طفل وأقوم على حاجته وأطبّبه، وأهتمّ بشأنه مثل أمّ رؤوم، يناديني فأستجيب، ويتنصحني فأنصحه، وأذبّ عنه غوائل الدهر، وأُسكنُه مقلة العين و
والحقيقة أنه لا أنا ولا نعيمة ولا أحد من أهلي وأهلها تساءل مرّة واحدة عن ماهية العلاقة التي ربطت بيننا! بل أنهم في المقابل كانوا يعبرون في كل مرة عن استغرابهم عندما يرون أحدنا دون الآخر
ليسَ ثمّة من أفقٍ غير الوعي بحقيقة وضعنا الرّديء جدّا.. وبضرورة اليقظة العاجلة على الحقيقة المُرّة والهاوية السحيقة التي نهوي فيها..
Les Semeurs.tn الزُّرّاع