هذه الجريمة القاصمة الكاشفة لشكل قديم من الانتظام السياسي لا عاصم لها اليوم ولا عاصم منها ومن تبعاتها إلا بذل الجهد الحقيقيّ في الإصلاح الجذري و الانخراط في الزّمن الرّاهن
بعْد أن نَشَر رئيس الحكومة تغريدة على حسابه الفايسبوكيّ الخاصّ –سرْعان ما وقع حذفها من الشّبكة العنْكبوتيّة- مفادها أنّه لن يرضخ للممارسات المافيوزيّة كلّفه ذلك ما كلّفه، ولن يسلّم أمن البلاد إلى أيادي المجْرمين الآثمة.
المسألة أخطر بكثير من محاولة توريط عبد الرّؤوف العيّادي، وأنا أعتقد أنّ الزّجّ باسم العيّادي هو خدعة كبيرة ﻹحداث الصّدمة لدى الرّأي العام وتعبئته للمشاهدة بأكبر نسبة أوديمات ممكنة، وهذا أسلوب صهيوني آخر.
مذبحة رابعة هي وصمة عار وخزي في جبين الإنسانيّة كلّها، هي أسوأ جريمة قتل جماعيّ لتحرّك مدنيّ سلميّ في التّاريخ، بشهادة منظمة العفو الدّولية والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، وحتّى لو لم يكن بشهادة أيّ أحد، بشهادة أعيننا…
نعلم أنّه عندما يجدّ الجدّ لن يدوم في الوادي إلا حجره أمّا نخب المناولة و إطعام الفم لتستحي العين فيكفي حادثة من هذا النّوع لتسقط أقنعتهم و تنكشف عورتهم …
ربّما كنّا نحتاج قرار ترامب ليجتاحنا الزّلزال ثانية، لتشتعل الحرائق فينا بعد أن أخمدها أعداء الحريّة وأعداء الحقّ. ربّما كنّا نحتاج قرار ترامب لنرى عراءنا كاملا دون أقنعة تزييف ودون وهم ودون حجب واهية ودون إنشائيات منتشية بذاتها.
إنّها في الأصل معركة مع الذّات التي لا تثق كثيرا في إنسانيتها فتصارع توحّشها المقيم في عتمة الذّات ومغاور التّاريخ النّفسي وكهوفه وومحاجره وترسّباته بفرقعات قويّة تخلّف دخانا كثيفا من الإنسانيّة.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع