خلاصات…

Photo

(1) مهما كان الموقف ممّا حدث في تونس 14/17 يمكن القول إنّ الاستبداد لم يعد قدرا نهائيّا.و النّاس تعلّموا أنّهم قادرون على الدّفاع عن أنفسهم بالمظاهرات و بإنشاء لجان أحياء تحمي النّاس إبّان الفراغات الأمنيّة.

=أسطورة الاستبداد الذي يحفظ الأمن ضُربت في مقتل.و للنّاس الآن تلك التجربة التي عاشوها و يمكنهم عند الضّرورة البناء عليها.

(2) مرارا و تكرارا أظهر النّاس قوّة عند المعارك الكبيرة،و منها معركة الإرهاب:الحزام البشري في سوسة لحماية السّوّاح/شباب القصرين و رشق الإرهابيّين بالحجارة عند الهجوم على منزل وزير الدّاخليّة بن جدّو/ملحمة أهل بنقردان و مواقف عائلات الشّهداء الأبرار...هذه أمثلة عفويّة من عدد كبير قابلني هذه السّنوات.

=جزء من الشّعب القادر على مواجهة الاستبداد قادر على مواجهة الإرهاب.و تبيّن لكلّ متحرّر من العبوديّة أنّ استبدادا يحارب الإرهاب ليس إلّا كذبة كبيرة.لا يدافع الاستبداد إلّا عن امتيازاته العائليّة و الزّبونيّة حتّى و إن تغطّت في الظّاهر بأنبل القضايا.تظلّ تلك القضايا مجرّد غطاء يتمّ التّخلّص منه عند الضّرورة.

(3) مرارا و تكرارا تبيّن أنّ الفتنة و شقّ الصّفوف تتأتّى أساسا من عمّال الاستبداد المنفلتين بعد ارتفاع اليد المتحكّمة فيهم.و إذا أخذنا الإعلام مثالا ظاهرا وجب أن نثمّن انتصارا تحقّق عليه مرّ دون أن يلفت الانتباه:إبّان حملة وينو البترول خنق الشّعار كلّ المواقع المعروفة(إذاعات العائلة الحاكمة السّابقة و ما تفرّخ على شاكلتها(و كلّ منشور للإلهاء كان يُصاب بعشرات التّعليقات المصمّمة:وينو البترول؟و ازدهرت أنواع لا تُحصى من السّخرية الشّعبيّة بأصحاب الحوانيت الإعلاميّة.
هذا مثال من التّاريخ القريب بالإمكان البناء عليه في كلّ معركة اجتماعيّة مواطنيّة.

(4) حالة التّوحّد في كلّ معركة كبيرة بين شيء من الدّولة و شيء من النّاس مثال أيضا عن القدرة الذّاتيّة التي لا تحتاج بالمطلق إلى العون الخارجيّ و إلى الدّخول في أحلاف مشبوهة.
تثمين ما عندنا نادر.و أندر منه للأسف البناء عليه.و أهمّ نقاش عند المهتمّين بالشّأن العام في نظري هو النّقاش في سؤال:ما العمل كي تستحيل لحظات النّجاح منوالا يُبنى عليه للقطع نهائيّا مع البكائيّات التي هي مداخل الفشل و ضرب الرّوح المعنويّة.

النّقاط السّابقة لا ترسم أقدارا متفائلة.لكنّها تقول إنّ الخراب الذي يُبشّر به المهزومون أبديّا،الموروثون من العبوديّة و "ثقافة كراهية الذّات و احتقارها" ليس قدرا.

أنت حيّ أنت تقاوم
أنت تعمل أنت تقاوم
أنت ضدّ الاستبداد أنت ضدّ الإرهاب.
أنت ضدّ الاستبداد أنت ضدّ الاستعمار.
=نفس المعركة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات