بربّك أوصل الأمور إلى أقصى ما يُمكن أن تصل إليه.
نعرف جميعا أنّهم قادرون بمؤامراتهم الصّغيرة على إسقاطك. لكن من هنا إلى ذاك الوقت بجاه ربّي شيّح ريقهم. فقد تعبنا من الأوباش الذين ينالون السّلطة بلا تعب.
تخيّل أنّ قولك لا للاستقالة بعث الحماس في قلوب الكثيرين منّا...أرأيت إلى أيّ حدّ انخفض سقف أحلامنا؟
الآن و قد قلتَها قُلها مجدّدا و توكّل.
ابدأ أوّلا لإيجاد تعاطف شعبي معك بطرد بعض الوزراء، و إذا خطر لك أن تتجاوز الطّرد إلى ما أشدّ و أسوأ من الأفعال المهينة فسعدك يا فاعل الخير.
ثانيا، لا تعوّل على أحد، و لا تعوّل على الانتصار...و إذا قال لك حزب من الأحزاب إنّه معك فلا تصدّقه. المهمّ ألّا تقتل العركة بالحسابات الصّغيرة. فالنّاس في هذا الذّلّ الشّامل بحاجة و لو مرّة إلى مثال عن معركة بلا تراجع.
ثالثا، إذا أردت أن تبرّد على قلوبنا في هذه الأيّام التي اجتمع علينا فيها الحرّ و الصّوم و أوباش التّجمّع فصُب الدّوسي لا لشيء إلّا لبعث قليل من التّشويق في لعبة مملّة إلى أبعد حدّ.
رابعا، ستكشف لك الأيّام إذا خضت المعركة إلى آخرها أنّهم أجبن من الجبن غير الوقت أعطاهم. فلا تخف من المخيّر فيهم، و ابهز عليهم بهزة مَن لا يحسب و لا يتكتك.
يوما ما، بعد أن تنتهي هذه الحضبة، و بعد أن تكون قد خضت المعركة كما ينبغي ستجد أنّ نظرة الإعجاب التي تغدق بها جارتك عليك، في سنّك هذه مع قلّة اشتهارك بالأناقة، أفضل من رئاسة "هذه الإيالة الضّعيفة حسّا و معنى"…
شاهية طيّبة. و الرّخ لا!