من لليتامى ... ؟؟ لا أبٌ لهمُ و لا أمُّ …
رحل الأحبّةُ دونهم ، ليلى وزيْنُ العابدينْ
من ذَا يذيبُ الثّلجَ أو يَشْفي غليلَ البائدِينْ ؟
تتشابهُ الأعوامُ دون رعايةٍ موصولةٍ
دون التفاتَتِه الكريمةِ أو سياستِهِ الحكيمةِ ،
أو عنايتِهِ ... و توجيهاتِ حضرتِه ،
و دون جحيمِ جنّتِهِ ، وحرصٍ من سيادتِهِ …
على مرّ السّنينْ ..
حتّى المواكبُ لم تعد تلك المواكبُ ،
كان يمشي بينهم مثل الإلهِ على رقاب السّاجِدينْ
تَعْنُو له كلُّ الوجوه ، وجوهُهُم ،،
و تُمرَّغُ الهاماتُ بين يديه ذلاًّ وانكسارَا ،
مثل غضِّ العشبِ تحت حذائِه يتقصّفُ ،
و يبوسُ خدّ حذائِهِ ليلا نهاراَ ..
رحلَ الأحبّةُ فاللّيالي مُرَّةٌ ،
و حياتُهم ليلٌ بلا ليلَى ، و في أكبادهم جرحٌ دفينْ
حتّى نوفمبرُ كان يأتي بالرّبيعِ الطّلقِ في عزِّ الخريفِ ،
فتزهر السّاحاتُ والشّاشاتُ..
صار اليومَ - يا لهْفِي - نُوفَمْبَرُهُمْ حزينْ
من لليتامى ؟؟؟
كان سيّدُهم رحيما طيّبًا ..
و عصاهُ من ذهبٍ ، يَهشُّ بها على الغنَمِ الوديعَهْ ..
كان يكفي أن تُطيعَهْ
كي يُدلّلَها ويَحمِلَها على الكتفينِ أعلَى ثمّ أعلى ثمّ أعلى ما يكونُ ،
إلى المقاماتِ الوضيعَهْ ..
عشرين عامًا منه وازدادتْ ثلاثا ، وهو يَسقيهِم دمَاء الكادحينْ
و يقطّرُ العرق المصفّى في خزائنِهِمْ ،
و يكسوهم جلودَ الجائعينْ
عشرين عاما يهتفونَ ، يُثمّنونَ وُعُودَهُ ،
ويُحدّثون عن العدالةِ والأمانِ ودولةِ العميانِ ،
عن حرّيّةِ الإنسانِ رغم سلاسلِ السّجَّانِ ،
كان يعلّم العلماء كيف يفكّرونْ
ويعلّم الشّعراء كيف يعبّرونْ
ويعلّم الفقهاء كيف يسبّحونْ
ويعلّم العشّاق كيف يغازلونْ
ويعلّم الأموات كيف يصفّقونَ ويرقصون ويحلمون بعطفهِ ،
و يُناشدونْ …
فمن لهم ؟؟ من لليتامى بعدهُ ؟