بقطع النّظر عن كون الشعار الّذي رفعه أردوغان، كان شعارا تركيّا مثلما تفضّل الكثير من الإخوة بالإفادة مشكورين..
سؤالي هو التّالي:
ما الّذي يزعجكم أن يكون الشّعار المرفوع، هو شعار رابعة بالتّحديد؟ ما الّذي يزعجكم؟
مذبحة رابعة هي وصمة عار وخزي في جبين الإنسانيّة كلّها، هي أسوأ جريمة قتل جماعيّ لتحرّك مدنيّ سلميّ في التّاريخ، بشهادة منظمة العفو الدّولية والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، وحتّى لو لم يكن بشهادة أيّ أحد، بشهادة أعيننا الّتي سيأكلها الدّود والتّراب ذات يوم كما تقول "داده" رحمها الله،
رابعة هي الجريمة الكاملة، الّتي بثّت على الهواء مباشرة لما يزيد عن ثماني ساعات، على كلّ شاشات العالم، ورأينا النّار تأكل اللّحم البشريّ ورأينا الجرّافات تدوس الجثث وتكدّسها ورأينا الرّؤوس المتفجّرة والأوصال المقطّعة والدّماء الّتي تصبغ الطريق على طول عشرات الأمتار...
ما الّذي يزعجكم أن يرفع أردوغان شعار رابعة تضامنا وتذكيرا بجريمة سيسأل عنها العالم كلّه، مثلما يسأل عنها نظام الكلب الصّهيوني في مصر؟
ما الّذي يزعجكم أيّها القتلة الافتراضيّون؟
يغضبكم أن أصفكم بالقتلة؟
أنا أصرّ على الوصف، ومن يغضبه ذلك فليحمل ذيله في فمه ويرحل عن سماي. أنتم تشاركون في قتل الحقيقة، وفي قتل الذّاكرة وفي قتل الضّمير، لذلك فأنتم أيضا قتلة مهما حاولتم أن تتزيّنوا بكلّ مساحيق النفاق الحداثيّ ومهما تخفّيتم وراء الشّعارات الجبانة المغشوشة.
أنا أسمّيكم بأسمائكم وأصفكم بأوصافكم ولا أراعي فيكم قرابة ولا صداقة ولا معرفة ولا أيّ اعتبار.