قمع نضالات شعوب إيران الشرعية...والبوصلة…

Photo

(وعذرا على الإطالة...فالموضوع مهم...والكثير يتهرب من تناوله)

اقرأ وأشاهد هنا وهناك...لتونسيين وعرب ينددون أو يضعون في خانة المؤامرات الغربية...او يبررون قمع نضال الإيرانيين من أجل حقوقهم الطبيعية…

من يبرر أو يندد من التونسيين وغيرهم من العرب... بالتظاهرات والمظاهرات السلمية... التي تقوم بها الآن فئات من الشعوب الإيرانية (نعم شعوب)...من أجل حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية والإقتصادية والثقافية والقومية المنتهكة…

من يفعل ذلك لا يدخل إلا في خانة الفكر الاستبدادي وحتى الفاشي...ولا فرق بينه وبين من يدافع عنه مثل ازلام بن علي وحكام السعودية وقطر وتركيا...الخ...وحتى أولاءك المختفين وراء رداء ثورجي مسروقة شعاراته...لا يختلفون عنهم....

من يندد بنضالات الشعوب الايرانية اليوم...او يفتش عن تبريرات لتشريع قمعها... فإما انه جاهل...او هو يتجاهل...ان الصراع الداخلي في كل مجتمع هو المحدد والأساس...نظرا للتناقضات التي تشقه...وان الطبقات والفئات المهيمنة التي تتحكم في جهاز الدولة تدافع عن مصالحها بكل شراسة وفضاعة ان استوجب الأمر…

وأنه في نفس الوقت تحاول القوى المهيمنة في العالم استغلال نضالات الشعوب الشرعية من أجل توظيفها لمصالحها إن كانت لها تناقضات سياسية او جيوستراتيجية مع تلك الأنظمة...بتوظيف بعض العملاء يندسون صلبها....او أنها تناهض نضالات تلك الشعوب بتقديم المساندة المادية وحتى العسكرية وتعتم عليها وتشوهها ان كانت تلك الأنظمة حليفتها.....

ولكنه جاهل أيضا أو يتجاهل....أنه منذ الثورة ضد الشاه المستبد العميل سنة 1979 ...تأسس في إيران نظام استبدادي لا يعترف بحقوق المواطنين، إلا تلك التي يسمح بها المرشد الديني الأعظم...صاحب النهي والمنكر...وتنتهك فيه حقوق الإنسان...جل حقوق الإنسان الإيراني... منذ عقود....

هو جاهل...او يتجاهل أن في إيران إنتخابات مدلسة منذ الثورة ضد الشاه...فالترشح لها على كل المستويات ليس حر ومتاح لكل المواطنين...إذ لا يمكن ان يترشح لها إلا اولائك الذين تزكيهم هيئة يتحكم فيها المرشد...حسب شروط أولها الولاء له...وغيرها كثير....

وزيادة على ذلك تبقى للمرشد الديني الأعلى المُنصّب من طرف هيئة عليا تشمل رجال الدين وهو من ضمنهم...(وهو غير شرعي لأنه غير منتخب من طرف الشعب صاحب السيادة دون سواه)...تبقى له اليد الطولى والكلمة الأخيرة في كل الصلاحيات السيادية للدولة...(القضاء والأمن والجيش والعلاقات الخارجية...إلخ…(..

أما الرئيس المنتخب من الشعب...والنواب المنتخبين من طرفه....ورغم أن ذلك يحصل في ظل غياب حرية الترشح...فإنهم يتلقون منه المواقف والتعليمات في ما يتعلق بالصلاحيات المتعلقة بالسيادة...ويعزلون إن خرجوا عن طاعته....

إيران لها تاريخ حضاري قديم...وشعبها متحضر...ولكنه يعيش استبداد سياسي واجتماعي واقتصادي منذ هروب الشاه... وتنتهك حقوق مواطنيها...جل حقوقهم....حتى الحقوق المتعلقة بخصوصية المواطنة والمواطن الإيراني... مثل حرية اللباس والمعتقد والتفكير...الخ....

هل تعلمون مثلا أن مئات الآلاف من النساء الايرانيات دخلن السجون منذ الثورة بسبب عدم احترامهن للزي الطائفي الذي فرضه عليهن نظام المرشد؟

هل تعلمون مثلا أن إيران هي من أولى الدول في العالم مع السعودية والصين التي تنفذ عقوبة الإعدام؟ رغم أن نسبة سكانها لا يقترب حتى من عشر سكان الصين...وذلك من أجل مختلف الجرائم بما في ذلك جرائم الرأي والمعتقد؟

هل تعلمون أيضا أن الفساد يعم البلاد...لصالح الفئة المستترة بالدين التي تتحكم في جهاز الدولة...التي كونت الثروات بفضله...وأنه غير مسموح في إيران اليوم التشهير بفسادها؟....وأنها تنتمي في نفس الوقت لما يسمى بالمحافظين والإصلاحيين...في تقسيم للأدوار متفق عليه منذ عقود...بشرط الولاء للمرشد الأعلى؟

هل تعلمون أن الحقوق القومية للشعوب العربية والكردية وغيرها في إيران غير معترف بها....
وان كل من يطالب بها ويناضل من أجلها معرض للشنق...ولو كان نضاله سلمي جماهيري؟

هل تعلمون...إلخ....فقائمة مختلف الانتهاكات لا تحصى ولا تعد (قضاء غير مستقل...تعذيب...عدم مساواة...تمييز بين الجنسين....تمييز بين الشعوب الإيرانية....تمييز بين الطوائف الدينية....غياب حرية التنظيم والتعبير لمن لا يوالون المرشد إلخ...إلخ…)

صحيح أن النظام الإيراني هذا يساند المقاومة الفلسطينية...ويساند المقاومة ضد الصهيونية....ويتصدى للرجعية العربية المتصهينة العميلة لأمريكا والمطبعة مع الكيان الصهيوني... ولكنه أيضا صحيح...ان هذا النظام لا يستطيع ان يقدم هذه المساندة... إلا لأنه يتحكم في شعوب ايرانية متقدمة حضاريا وعلميا وتقنيا يجتهد مواطنيها يوميا... رغم القمع والاستبداد والفاشستية...لتطوير بلادهم وقدراتها....

ولكنه أيضا صحيح...انه غير جديد في تاريخ الشعوب التي ناضلت ضد الاحتلال...ان تستفيد حركات تحررها الوطني من التجاذبات والتناقضات بين مختلف القوى العالمية والإقليمية المحيطة بها.... لصالحها....حتى تلقى مساندة مادية ومعنوية لقضيتها…

ولكن يكون من الغباء والجهل وقلة المعروف للشعوب الايرانية التي تناضل من أجل فرض حقوقها الطبيعية... ان يسقط الذين يناضلون في بلدانهم... ضد الإحتلال ومن أجل حق شعبهم في تقرير مصيره وفرض حريته وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقومية...ان يسقطوا في التنديد بتلك النضالات للشعوب الايرانية...ولولا عملها وشقائها اليومي لما تحصلوا على تلك المساندة المادية... طيلة العقود المنصرمة…

ملخر؟ لا يفعل ذلك سوى العملاء للأنظمة...الذين يقدمون عمالتهم لها لمصالحهم....على قضايا شعوب تلك الأنظمة وقضايا شعبهم.... وحتى لا أكون قاس جدا...اقول أنه جحود لما قدمته لهم الشعوب الايرانية...وقلة حياء...وسقوطية...الخ…

ولكم الحق في المزيد من النعوت…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات