بعض النقابات الأمنية(موش ما نعممش علي ما تكلموش منهم) ما تحبش الاستبداد يرجع... ولكنها لا تندد بالإعتداءات على الصحفيين وتهديدهم في سلامتهم الجسدية وكرامتهم وحتى في عرضهم من طرف بعض منظوريها... ولا تندد باعتدائهم على المواطنين... ولا حتى تعترف بتواصل التعذيب...ولا أتذكر ان إحدى تلك النقابات قامت بحملة وطنية لدى منظوريها لتحسيسهم بالناي عنه كما تعودوا عليه زمن بن علي…
بل بالعكس هناك منها من نظم إعتصام للضغط على القضاء بمناسبة محاكمة متهم به...
وفي نفس الوقت تراها تطالب القضاء بإحالة من مِن المواطنين يعتدي على كرامة الأمنيين....
حركة النهضة تصدر بيانا تعلن فيه أنها كلفت دائرتها القانونية بمقاضاة المواطنين الذين يعتدون في الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على قياداتها ومنظوريها... ولكنك لا تجد في البيان أي تنديد أو حتى أية إشارة إلى الميليشيات الفايسبوكية التي تدافع عنها وعن مواقفها (حتى لا أقول انها من صلبها وإدارتها ولن أقول ذلك لغياب الدليل المادي)... وهذه الميليشيات تنظم دوريا حملات تشويهية ولا أخلاقية فيها جانب كبير من الحرفية...ضد من ينتقدون الحركة ومواقفها من سياسيين وإعلاميين ومثقفين وغيرهم…
ندائيون لا يفقهون في الدستور وما تضمنه من متطلبات واستحقاقات الدولة الديمقراطية...رغم مرور سبعة سنوات عن الثورة... فَرْمتهم نظام بن علي...ويواصلون لحد اليوم استعمال أساليبه البائسة واللأخلاقية للتصدي لخصومهم...وخصوصا من ينتقدون بجبوجهم ولي نعمتهم...ووريثه المسمى ولد بوه…
والواضح من ممارساتهم ومواقفهم أنهم اليوم العمود الفقري لإعادة إرساء دولة الاستبداد والفساد…وان تلك هي مهمتهم المكلفون بها…خلافا لما يروجه بعض المؤلفة قلوبهم…أو من فقدوا بوصلتهم…ان كانت لهم بوصلة…فتراهم بحماقة مرضية يضربون على أوتار أخرى…
يساريون لا يختلفون في ممارساتهم عن ممارسات تلك الميليشيات المختلفة…يعتدون يوميا على كرامة وإنسانية خصومهم السياسيين…ويروجون بدون التثبت من صحتها الإشاعات التي تطالهم…رغم أنهم لا يجهلون أنه إن كان التعليق حر فالخبر مقدس ومن المحرمات تلفيق التهم والاعتداء على كرامة بني الإنسان…
يقترفونه فرحون مسرورون…ولا اريد ان أقول كالحمقى كما قال غيري…لأني اجتهد لاحترام كرامة الإنسان… والحال أن إرساء الدولة الديمقراطية محمولة على أكتافهم قبل غيرهم…لأنهم أصحاب المصلحة الأولى فيها… ولأن المبادئ السامية التي تربوا عليها والأخلاق التي عليهم عدم الحياد عنها…من المفترض أن توضح لهم البوصلة… ولكنهم ساهون عنها…كالذي يُقْتاد بغرائزه البهائمية…ويُتخيل له أنه بذلك يقول الصواب…
القائمة طويلة…يا أكارم… فهي لا تقتصر فقط على هذه الأطراف… وسيتحتم العودة إليها…
يا أكارم….
كل هذه الممارسات المشينة مهما كان مصدرها وغاياتها ومن وراءها…لا تختلف جوهريا عن بعضها…
فهي تشترك موضوعيا في إعادة الاستبداد…الذي يعتدي أيضا على الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمواطنين…بالتبعية…
الغريب أن هؤلاء جميعا…يريدون التمتع بحقوق الدولة الديمقراطية… هم لا يستحقونها…لأنهم بدورهم يمارسون على غيرهم وعلى خصومهم…ما مارسه الاستبداد على خصومه…
احشموا لكلم… نظفوا قدام باب داركم…قبل النظر الي أبواب غيركم….وقبل الإدعاء بأنكم ضد الاستبداد..
عسى ان يحترمكم ويصدقكم المواطنون…وخصوصا من منهم يختلفون معكم….
وخصوصا لتكتسبوا صفة المواطنة الكاملة…المفسرة في الدستور…وتكتسبون كرامة إنسانية تستحقونها….
راجعوه…يا أكارم…ولا تكونوا عنه ساهون…