إلي ما يدري يقول سبول…
اليسار والحركة الديمقراطية والتقدمية في تونس...طالبوا منذ عقود بالتمثيلية النسبية في الانتخابات على أساس القوائم... لأنها النظام الانتخابي الأحسن لتمثيل مختلف الحساسيات السياسية للشعب التونسي بدون إقصاء أي كان…
وذلك على خلاف ما كان يحصل في زمن بورقيبة وبن علي...لما كان من يفوز بأكثر الأصوات يستحوذ على كل المقاعد... ثم عدلها بن علي فترك 20 في المائة من المقاعد لأحزاب الديكور...في انتخابات مدلسة...يختار فيها معارضي حزبه في المجالس "المنتخبة"…
وبعد الثورة....حصلت معركة لفرض النظام النسبي...و فوق الكل مع أكبر البقايا...في القانون الانتخابي....وأقر النظام رغم معارضات مختلفة... وهو أول مكسب تشريعي كبير...من مكاسب للثورة...لم يقدره من كانوا آنذاك في رومنسيتهم الثورجية غارقون...والحال أنهم أول المستفيدين منه اليوم والبارحة....
فلولاه...ولو طبقنا اي نظام انتخابي آخر...مهما كان... لانفردت النهضة بالأغلبية المطلقة وحتى العريضة في المجلس التأسيسي...وتصوروا آنذاك ماذا سيكون الآن الدستور التونسي.... ولأني أحاول دائما...أن أكون موضوعيا بقدر ما استطيع...فإن حركة النهضة صوتت أيضا على هذا النظام النسبي..
ولما صوت المجلس التأسيسي على القانون الانتخابي لمجلس النواب الحالي أبقت النهضة مع حلفائها على نفس النظام الانتخابي وكذلك لما حاولت حكومة النداء تغيير هذا النظام بالنسبة للإنتخابات البلدية...رفضت النهضة...وبقي نفس النظام الانتخابي…
( لماذا؟ وماهي خلفيات النهضة؟...هذا غير ذي موضوع الآن...ولكن الخبر مقدس... )
أما جماعة النداء ومن لف لفهم من تجمعيين وغيرهم...فهم لا يريدون هذا النظام النسبي... لأنهم تربوا على غيره..ولأنهم يريدون الانفراد بالسلطة على كل المستويات... وهذا ما طالبوا به...وما زالوا...بتعلة أنه لا استقرار للسلط المنتخبة الا بأغلبية مستقرة…
هدفهم بالطبع هو الانفراد بالسلط....والحال أنهم عجزوا حتى على أن يكون لهم حزب مستقر...وحكومات مستقرة رغم مساندة النهضة لهم.. مهما غيروها وغيروا فيها....
ملخر..
حسب نتائج الانتخابات الأخيرة...فلولا هذا النظام النسبي على القوائم بأكبر البقايا... لكنتم وجدتم اليوم في المجلس النيابي حزبين وكتلتين فقط دون سواهما...النداء (التجمع) أغلبية والنهضة أقلية معارضة....واستقطاب سياسي ثنائي...إلخ....ولا شيئ آخر...لأن كل نائب انتخب بالبقايا...لا يكون في المجلس…
الغريب أن أقرأ لبعض اليساريين والتقدميين والديمقراطيين اليوم...وقبل اليوم...ومنذ سنين أنهم ضد هذا النظام الانتخابي...يرددون كالببغاوات ما يقوله السبسي وأتباعه منذ سنوات.... والحال انه لولاه لما كانوا ومن يمثلهم في المشهد السياسي التشريعي والإعلامي بالتبعية.... والذي لولاه...لن يكونوا في المجالس المحلية المقبلة...ان كانوا يفهمون في الخارطة السياسية والتوازنات الحالية...
الحاصيلو…
ماعاد ما عندي ما نقول...إلا هاك المثل إلي يقول....إلي ما يدري يقول سبول... هاظاكاهو...وربي يفتح عليهم..