في إطار الحرص الشّديد على المصلحة العامة أسرّت إحدى المترشّحات للانتخابات البلدية في قائمة مستقلة عن أحلامنا تابعة للمنظومة القديمة ، أسرّت لإحداهنّ ( والسرّ بين امرأتين يظلّ سرّا( أنّها ستعمل بكلّ الطرق على النجاح هي وقائمتها في الانتخابات وأنّها ستعمل في ما بعد بكلّ الطرق أيضا على أن تتولّى في البلديّة مهمّة التراتيب لأنّ " فيها برشة فلوس ".
أنا لا أدري من أيّ طينة يتشكّل هؤلاء الذين نغّصوا حياتنا سابقا ولا يزالون بطمعهم وشجعهم ووصوليتهم التي تجعلهم يسعون إلى النفاذ إلى كلّ المؤسّسات والتغلغل في مفاصل الدّولة من أجل تحقيق مصالحهم الضيّقة والاستثراء على حساب عامّة الناس؟
ولكن أقول:
ـ نحن كمواطنين وحدنا قادرين على التصدّي لهولاء الذين لم يتعلّموا الدّرس بعد ولن يتعلّموا إلّا من خلال معارك يوميّة حقيقيّة تكشف وصوليتهم ودورهم في تعفين المناخ وإصابتنا بحالة الاختناق التي نعيشها حقيقة ومجازا ) الفلوس التي تأتي من التراتيب هي فلوس الرشاوي لغضّ الطرف عن تجاوزات كبرى تنتج مدنا فوضويّة خانقة متعفّنة بدورها فاقدة للجمال وتشبه في قبحها مهندسي القبح الذين يتحكّمون فيها بأطماعهم ونزواتهم وأنانيتهم .(
ـ الانتخابات البلديّة هي إحدى هذه المعارك القادرة على التفكيك الجزئي لمنظومة فساد لا تزال عروقها متغلغة في الواقع وفي الذّهنيّات التي تطبّعت بطبائع الاستبداد فإذا هي ترى الوصول إلى البلديّة مرتعا لتحقيق مآرب خاصّة بطرق غير مشروعة .
ـ الانتخابات في هذا المستوى المواطني المتدنّي مقاومة لمن ينتعشون داخل هذا المناخ كفطريّات سامّة فيفسدون علينا العيش نحن الحالمين بمدن يطيب فيها العيش.
ـ ممارسة المواطنة تكون في الانتخابات وبعدها. فمن حقّ المواطن الكشف عن مثل هذه التجاوزات واستغلال النفوذ ومن حقّه التعبير عن رأيه ومواقفه داخل المجلس البلدي.
المقاومة المتواصلة هي التي تبني المواطنة الحقيقية التي تنسف كلّ البناء القديم العفن.
أعد هذه التي أسرّت فانكشف سرّها أنّنا سنقاوم أطماعها وأطماع كلّ من تسوّل له نفسه هدر كيان الإنسان هنا وحقّه في العيش الكريم.