مسرحية ممجوجة في المجلس...اليوم...وطبقة سياسية دائما فاشلة... تدخلات ومزايدات متاع ناس ما تحشمش...أمام المصاب الجلل لعشرات العائلات…
جماعة السلطة المسؤولون على السياسات التي تسببت في هذه الفاجعة والتي تلتها والتي ستأتي..."يحللون" وكأنهم معارضة...وخاطيهم....وهذا قلة حياء…
وجماعة المعارضة يحللون مثل جماعة السلطة التي قلدت تحاليلهم...ولكن مشكلتهم الوحيدة المزايدة عليهم بمنطق "مانا قلنالكم"...لتحميلهم المسؤولية...وكأنهم جابو الصيد من وذنو...بدون حتى تقديم بعض المقترحات الجدية التي تحول مستقبلا من حصول مثل هذه الفاجعة....
وهذا هو الخطاب الشعبوي...بالضبط....
والأنكى أن تكتشف أنهم لا يعرفون حتى معناه...عندما يتبرؤون من اتهامهم به من طرف خصومهم... كنت أشاهد وأسمع وأتمنى وأحلم..... تمنيت أن يكون همّ نواب المعارضة تقديم مقترحات سياسية عاجلة للوقوف إلى جانب عائلات الضحايا، راهم ولاد الشعب وحقوقهم منتهكة…
تمنيت أن يطالبوا بعدم تتبع وايقاف الناجين من الغرق...والإقتصار على تتبع منظمي الرحلة ومن سهلوا لهم العملية او غظوا عليهم الطرف بمقابل، ان وجدوا مهما كانت مسؤولياتهم…
تمنيت أن يطالبوا بمراجعة الاتفاقيات اللامتكافئة والتميزية ضد التونسيين التي تجبر الشاب المتمسك بحقه في التنقل وحقه في الشغل على الهجرة سرا عن السلطات التي تجرم هذا الحق إذعانا لأسيادهم الغربيين...وعلى تغيير القوانين المنافية للدستور... التي تجرم حق التنقل والبحث عن ممارسة حق الشغل في بلدان أخرى....خصوصا عندما تتسبب في حرمانهم منه نفس السلطة التي تجرمهم وتقمعهم بمقتضاها...
تمنيت....وتمنيت....والقائمة طويلة…
تمنيت ان تغطي هذه المقترحات على الأقل لهنيهة.... ولو ليوم...على قصورهم....منذ الثورة... ليظهروا أمام الرأي العام كأصحاب برامج سلطة يمكن أن تضع حدا لسقوط البلاد في الهاوية...ومن شأنها خلق الأمل لدى الشعب في تحسين وضعه....
ومن شأنها أن تكون بديلا أمام من يحكمون للوصول للسلطة...لتطبيق برنامج حكم ديمقراطي اجتماعي لصالح الشعب...بمعية كل من يؤمنون به.... ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه…
الظاهر مرة أخرى...حتى أمام هذا المصاب الجلل...انه لا ينفع العقار.... وفي مفهوميتهم...لا تزال حجرة سقراط هي الحل…
وربي معاه الشعب التونسي…