الى المتعاطفين مع الاعلام العمومي على خلفية اعراض رئيس الجمهورية عنه في حواره الاخير اريد ان اطرح بعض الاسئلة علها تساعدنا على تعميق الحوار و اتخاد المواقف الأصوب:
- اين الاعلام العمومي من كل المعارك التي خاضتها النخب ( حقوقيين ، شبان الحركات الاحتجاجية ...) من اجل تكريس مسار العدالة الانتقالية و ثوسيع المشاركة السياسية ...الخ ؟ الم ينحاز الاعلام العمومي الى اطروحات معينة و انتصر لها و اشتعل بوقا للداعية لها من خلال اختيار وجهة نظر واحدة فسح لها مساحاته الشاسعة في تناقض مع مبدأ الحياد و الموضوعية و النزاهة؟ ( انتهت الندوة التي انتظمت منذ اسبوعين في دار الكتب الوطنية و حضرها مختصون و اكيديميون تونسييون مشهود لهم بالموضوعية و الحياد على غرار عربي شويخة .... ان الاعلام ومنه الاعلام العمومي قد نكل بمسار العدالة الانتقالية ... انظروا علا سبيل المثال اغفاله المطلق للمحاكمات الجراية حاليا في الدوائر الخاصة بملف العدالة الانتقالية و الخاصة بملف الشهداء : قابس، الكاف القصرين وهي محامكات تغطي جميع التيارات و الحساسيت السياسية ).
- الم يفتح هذا الاعلام بالذات مساحاته لبعض النقابات الامنية الخارجة عن القانون و بعض الخبراء ( مختلف الاختصاصات ) وهو يعلم مسبقا ضحالتهم و انخراطهم في القضايا المطروحة باعتبارهم اطرافا و ليسوا خبراء....
- الم تتحول أحيانا بعض القنوات و الجرائد ( العمومية تحديدا) الى منشور سياسي متنصل من ابجديات العمل المهني في انحياز الى طرف سياسي بعينه و بلغة سطحية و تحريض تذكرنا بما تكتبه نشريات الاحزاب السرية في نهاية السبعينات.
و الغريب في الامر ان هذه الجرائد تمولها الجماعة الوطنية من خلال ضرائب مجحفة لا فكاك منها. و نعن نعلم ان مبيعاتها هزيلة لا تغطي عشر نفقاتها و تكلفتها.
حتى يستحق الاعلام العمومي ( هل هناك حاجة اكيدة اليه في عصر الانترنات و الاعلام المواطني المفتوح و الأني و التفاعلي و ماهي شروط استمراره) تعاطفا حقيقيا باعتباره مكسبا وطنيا يدعم الانتقال الديموقراطي و يغذي قيم الجماعة الوطنية عليه ألا يكون فوق النقد و ان يكون اكثر تواضعا .
هناك من يريد للإعلام العمومي ان يكون ناقدا لكل شيء : السياسة ، القضاء ، الاقتصاد ، الاحزاب . مع ان يتمتع هو بحصانة ابدية تعفيه من المساءلة و النقد .
استعارة صاحبة الجلالة و السلطة الرابعة فيها مخاتلة غير دقيقة و استراتيجية حصانة متخفية تأبد الازمة اي ازمة الاعلام العمومي على وجه الخصوص . سأظل مساندا للإعلام العمومي حين يؤدي رسالته النبيلة بكل موضوعية و مهنية .