يقول السيد رئيس الحكومة يوسف الشاهد إنّه لا يخشى إلا الله والشعب التونسي الذي هو مؤتمن على ثرواته الطبيعية وذلك في تصريح مقتضب "مطروز" لغاية دعائية معلومة لا تحتاج إلى درجة عالية من الذكاء والفطنة لفهمها.
في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها فضيحة فساد من الحجم الثقيل مثل التي كشف عنها اليوم النقاب تعني آليا استقالة الحكومة. لكن في الدول المتخلفة التي تعاني من إرث الاستبداد والفساد والاستغباء للمواطن يتحول الباطل إلى حق ويتم تشغيل الابواق المختصة في البروباغندا لتعويم المسائل والاجتزاء وتوجيه الانظار صوب بطولات وهمية مصطنعة عوض المساءلة والمحاسبة بكل جدية وموضوعية.
ألم يكن حريّا برئيس الحكومة مصارحة الشعب التونسي حول خبايا هذه الملفات وهو الذي كان في وقت مضى صحبة حزبه الذي ساهمت أموال شفيق الجراية وغيره من الفاسدين ولو بنزر قليل في وصوله إلى الحكم، يسخرون من حملة "وينو البترول" التي وصفت بالشعبوية فأضحت بقدرة قادر آنذاك تحت وطأة قصف "ماكينات" الشيطنة والتشويه مخططا للجماعات الارهابية والمتطرفة لزعزعة السلم الاجتماعي وتهديد الدولة "النزيهة والعادلة" التي تسعى ليلا نهارا لضمان "الامن والامان" لشعبها؟
كل المؤشرات تؤكد أنّ "الحرب على الفساد" انتقائية وأهدافها سياسوية ضيقة لكي لا أقول شخصية وهي تطفو على السطح كلما كان هناك خطر داهم على مستقبل الحكومة ورئيسها السيد يوسف الشاهد.
قد يستفيد رئيس الحكومة ظرفيا من الفرقعة الاعلامية والضجة السياسية التي أثارها قرار اعفاء وزير الطاقة و كاتب الدولة للمناجم وكبار المسؤولين في الوزارة والقطاع ولكن حبل المخاتلة والمناورة قصير ولهذا أنا كمواطن تونسي لا أثق في السلطة السياسية الحالية فهي وليدة منظومة حكم فاسدة وتقديري الشخصي من الغباء أن ننتظر امكانية الحصول على العسل من "الفرززو".
سنتان والسيد رئيس الحكومة يغط في سبات عميق قبل أن يكتشف بمحض الصدفة حجم ملفات الفساد وآثار أيادي الفاسدين العابثين بقطاع الطاقة والمحروقات تزامنا مع اشتداد عمق الأزمة السياسية وافتضاح ماهية حملة "الايادي البيضاء".
من هنا فصاعدا وإلى غاية تاريخ الانتخابات المقبلة في 2019، انتظروا الكثير من الفضائح والمفاجآت فالمعركة القادمة عنوانها الأبرز "حرب الملفات" التي سيتم نفض الغبار عنها واخراجها من الدرج تحت الطلب في الوقت المناسب وعلى المقاس لتصفية الحسابات لا غير والايهام بانجازات سيكشف التاريخ والواقع المعيش للتونسيين حقيقتها عاجلا أو آجلا لا محالة في ذلك.