مرّة أخرى إلى النّهضويّين

Photo

في المرّة السّابقة أردتها قرصة صغيرة، أمّا اليوم فسأجعلها صفعة لضمائركم، وليردّها عليّ من استطاع. إكرام الشّهيد لا يقف عند التّغنّي ببطولاته أو البكاء على ذكراه.

الشّهيد المطماطي ليس مجرّد جسد دفن في الخرسانة وروح طارت إلى خالقها تشكو من أزهقها. ليس أغنية تردّدونها في المناسبات أو مقالا تنشرونه بالألاف على الفايسبوك وليس مجرّد موضوع للقصائد أو شعارا تدّخرونه للخطب العصماء.

الشّهيد المطماطي ترك عائلة، وبنتا رضيعة عاشت حياة الهمّ والخصاصة، وهي اليوم زوجة فقيرة تعيش ظروفا قاسية وتطرق الأبواب المغلقة بحثا عن شغل لها أو لزوجها فلا تجد من يمدّ لها يدا.

كلّ هياكل الحركة الجهويّة والمركزيّة، على علم بالموضوع، ولم يحرّكوا ساكنا، ولا يبيعون سوى الرّيح والأوهام والشّعارات. مجرّد جهد شخصيّ من أيّ قياديّ في جهة قابس كان كفيلا بأن يغيّر حياتها وهي الّتي لا تطلب سوى عمل لها أو لزوجها، يحفظ لها كرامتها ويعصمها من ذلّ الحاجة.

ستجرّبون وتندمون،

وستعرفون أنّكم لم تنتصروا يوما ولم تبقوا على قيد الحياة إلاّ لأنّكم كنتم يدا واحده رفعت القويّ منكم وحمت الضّعيف وكفلت اليتيم والمقهور والمغدور، وأنّكم متى قطعتم خيوط الرّحمة بينكم، أكلوكم أحياء وأمواتا، كما يأكل الذّئب من الغنم القاصية.

فصلتم بين السّياسيّ والدّعويّ وقلنا معذورون، ولكنّنا لن تعذركم وأنتم تفصلون بين السّياسيّ والإنسانيّ، وبين السياسي والأخلاقيّ.

ابنة الشّهيد المطماطي هي دينه في رقابكم، وإذا لم تؤدّوه، فالأولى بكم أن تستحوا وتخجلوا من شهدائكم.
ليردّها عليّ الآن منكم من يستطيع.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات