ماهي الفرانكفونية؟

Photo

سأعتمد ادوارد سعيد، " الثقافه والامبريالية"، تحديدا الفصل الذي يعنونه " كامو والتجربة الاستعمارية الفرنسية "ص230 ط دار الاداب 2004.

في سنة 1875 عُقد مؤتمر العلوم الجغرافيه افتتحه رئيس الجمهوريه الفرنسيه قائلا " ايها السادة ان العناية الالهيه حكمت علينا بواجب معرفه الارض وفتحها. وهذا الامر السامي منقوش على عقولنا". انطلق علم الاجتماع الاستعماري مع غوستوف لوبون يُصنف الاعراق الي : بدائيه ودونيه ومتوسطة ومتفوقه.

انتج جول هيرمان ما سماه " مبدأ السيطرة" الذي يقضي بان لا يُعامل سكان الارض الاصليون كبشر بل كأشياء يجب السيطرة عليها وعزلها وإخضاعها.

علينا ان نؤكد على المثال التالي لأنه مهم في فهم ما قام به البير كامو على صعيد الادب: وقع محو مدينه عنابه الجزائريه القديمه وطرد اهلها وبناء مدينه جديدة مكانها سماها الفرنسيون " بون". يقول احد حكام فرنسا للجزائر متحدثا عن عنابه القديمه " تلك القرية العربية الصغيره ووالوسخة". ذلك بالضبط ماقام به كامو في الغريب والطاعون وما قام به كونراد في قلب الظلام وفياري في اوبرا عايدة.

علينا فقط ان نتخلى عن تأويل النقاد الغربيين للأدب الغربي ونراه بمنظور تفكيكي: رواية " الغريب" تصور لنا شخصا اخلاقيا في موقف لا اخلاقي(القتل). تبدأ بقتل " مرسو" لشخص عربي. علينا ان نلاحظ ان المقتول لا اسم له ولا اصل ولا نعرف عنه شيئا،ثم يُنسى تماما من الرواية التي تتمحور حول " مرسو" ومشكاله الوجودية: انه الغربي وقد دفعته الاقدار ليقوم بعمل لا اخلاقي: في مسيرة تنوير وتحضير البشرية(عمل اخلاقي سام) يصطدم بالعربي كعائق فيضطر لقتله.

تدور " الطاعون" ايضا حول موت العرب،ولكن بلا اسماء أيضا في حين يُطنب كامو في الروايتين في ذكر الفضاء الحضاري الذي بناه المستعمر: بلديه المدينه،الجهاز القضائي،المستشفيات،المطاعم،المدارس،اماكن التسليه.انها رغبة في اخلاء الفضاء من اهله.

يريد القول " قبلنا لم يكن هناك شيئا، نحن عمرنا المكان، لذلك فهو لنا" يقول " مرسو" بعد ان قتل العربي " لقد كنت من قبلُ على حق وكنت على حق ثانية وكنت ما ازال على حق".

في " المُرتد" يصور لنا ا.كامو مبشرا فرنسيا يقع في اسر قبيلة جزائرية ويقع قطع لسانه ثم يتحول الي صديق حميم للقبيلة ويشارك في كمين ضد القوات الفرنسية." وكانه يريد ان يقول: من ساند الثوره الجزائرية هم من تقطعت اوصالهم وفقدوا هويتهم ( قطع اللسان). انهم في حاله اغتراب مرضية.

خلال الثورة الجزائريه كان اكثر وضوحا حين صرح: " فيما يتعلق بالجزائر لم تكن هناك امه جزائريه ابدا وانه من حق اليونانيين والايطاليين ان يدعوا لأنفسهم حق قيادة هذه المجموعه الكامنة". ليست الفرانكفونية غير نازيه انتصرت في الحرب العالميه الثانيه.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات