فساد في المجال الرياضي...ركيزة للفساد السياسي…

Photo

هل تعلم كيف تسير انتخابات الهيئات المديرة للجمعيات؟...فساد في فساد...والخلفية أساسا مصالح سياسية... هل تعلم أن معظم المنخرطين في هذه الجمعيات لا يشترون بطاقتهم الإنتخابية) بطاقة العضوية في الجمعية)...وإنما يشتريها بالجملة سماسرة القوائم الإنتخابية الذين يقومون بحملة انخراطات لفائدة القائمة التي يعملون لفائدتها بمقابل...ويوزعوها عليهم مقابل التصويت للقائمة...مع إكراميات أخرى حسب الحالة؟....بأموال مجهولة المصدر…

هل تعلم مثلا ان جمعية كبيرة أجرت جلستها العامة الإنتخابية أخيرا...وباعت بضع مئات من الانخراطات ...وكان الكثير يترقب فوز قائمة...ولكن حصل ليلة التصويت ما لم يكن في الحسبان...اذ قام سماسرة القائمة المنافسة بالإتصال بالمنخرطين التابعين لخصومهم...واشترو حوالي 120 بطاقة مقابل مائة دينار للبطاقة الواحدة و عدم الحضور في الجلسة الانتخابية...وهكذا انقلب ميزان القوى الإنتخابي...ففازت هذه القائمة...

وهل تعلم أيضا أنه ستقام هذا الأسبوع الجلسة العامة الانتخابية لجمعية عريقة...في ولاية تستحق التمييز الإيجابي الذي نص عليه الدستور...تعاني من البطالة وتأخر التنمية...وقد تقدمت ثلاث قوائم...واحدة متهمة انها نهضوية...والثانية متهمة أنها ندائية...والثالة متهمة أنها قائمة الإقتصاد الموازي بالجهة...ويقال ان الثالثة ستفوز نظرا لثقلها المالي بالجهة…

وقد احتد التنافس بينها...الى درجة ان عدد الانخراطات التي وزعها سماسرة القوائم في منتصف الأسبوع الفارط تجاوز الألفين وهو رقم قياسي.... ومن بين الممارسات الأخرى...وقد حصلت منذ بضعة سنوات...قيام سمسار لإحدى القوائم كان لاعبا مشهورا....بتحويل وجهة من خرطهم لفائدة قائمة...للتصويت للقائمة التي فازت...والله أعلم ما هو المقابل الذي تحصل عليه من رئيس الجمعية الذي فاز…

هذه بعض الأمثلة...لا غير...وهي القمة التي من تحتها يوجد جبل جليد من الفساد من أموال الفساد في محيط من الفساد الانتخابي الرياضي...والسياسي بالتبعية…

فكم من رئيس جمعية او عضو من هيئاتها ترشح؟

لانتخابات المجلس التأسيسي أو للإنتخابات الرئاسية والتشريعية بعد الثورة؟ وكم منهم فاز فيها؟
وهو ما لا تجده في البلدان الديمقراطية الذي يسود فيها القانون وهناك فصل مجتمعي وأخلاقي بين الرياضة والسياسة…

وكم من أعضاء لجان احباء جمعيات رياضية اشتغلو في الحملات الإنتخابية لهؤلاء...طبعا بمقابل....وبوسائل واسم الجمعية أحيانا؟

في زمن بن علي كان رؤساء الجمعيات الرياضية يزكون من طرف السلطة المستبدة...في جلسات عامة بحضور الولاة والمعتمدين...وما على محبي الجمعيات الحاضرين إلا التصفيق... اما بعد الثورة غاب الولاة والمعتمدون...وعوضهم الفاسدون من خلف الستار او في الواجهة بقاءمات تابعة لهم...طبعا بأموال الفساد للتحكم في مآل الجلسات الانتخابية...وللتحكم في اختيار قيادات الجمعيات...وللتأثير على جماهيرها…

بعد الثورة...أصبحت الجماهير الرياضية "ماعون خدمة" وبيئة انتخابية لسياسيين فاسدين بأموال الفساد...للفوز في الإنتخابات السياسية ...او لمساندة قوائم أحزاب سياسية...بشراء الأصوات...كما فعلو في جمعياتهم...وقد انتخب الكثير منهم في مختلف مناطق البلاد...وأصبحوا يشرعون القوانين…

وهؤلاء هم من بين من افسدوا الانتخابات السياسية منذ الثورة التي رغم انها كانت حرة وشفافة ...ولكنها لم تكن اي منها نزيهة...كما تتطلبه المعايير الدولية الدنيا للانتخابات... يحصل هذا منذ الثورة بسبب الفساد الانتخابي بالمال الفاسد...الذي لا رقيب جدي ولا حسيب عليه الى اليوم...رغم وجود هيئة انتخابات مستقلة...لم تسقط إلى اليوم أية قائمة من أجل هذه الجريمة...رغم وجود هذه الإمكانية في القانون…

اسفي على المناضلين السياسيين النزهاء أصحاب المبادىء النبيلة...وبعض الحقوقيين...الذين يعرفون كل هذا...ولكنهم يسبقون هيامهم بجمعياتهم...على التشهير بهذا الفساد الذي ينخرها وهم يعلمون...والذي يأثر بصفة مباشرة على الانتخابات السياسية...ويخرب استحقاقات الثورة…

فهل ان تونس التي تحبونها أرخص من جمعيتكم؟

أظن...والله أعلم...اني الأول الذي يكتب عن هذا... فإلى متى أنتم ساكتون؟

فهل ان حبكم لجمعياتكم أهم من هذا الفساد الذي ينخر الرياضة والسياسة في تونس...بعد ثورة حرية وكرامة؟

فأين الكرامة إذا ؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات