موش لأنّهم يخوضون حربهم الحاقدة دون هوادة، وموش لأنّهم يستثمروا في الكذب وفي الدّم وفي الكراهية ويضربوا تحت الحزام، وموش لأنهم دمويين واستئصاليين وغدارين، وموش لأنّهم فاشلين ومتفسّخين طبقيّا وراكبين برداعي، وموش لأنهم في الاصل مغتربين عن أرضهم وبلادهم وقيم شعبهم وروح شعبهم وجايبين فكر ستاليني دمويّ فاشيّ لم ينزل بأرض إلاّ استعبد ناسها وسلخ جلود الزواولة قبل البورجوازية، ومع ذلك يتخيّلوا اللّي ربّي ما خلقهم كان هم في ها البلاد وما فمّه توانسة كان هم وما فمه ديموقراطيين كان هم وما فمه رجال كان هم.
أنا أحتقرهم لسبب آخر لا علاقة له بكلّ ما سبق.
أحتقرهم لأنهم تيّاسة، وشهيلي، وسنبل آغاوات، يحاربوا بالوكالة ويطيّبوا للّي عنده زروس، كيما قطعوا الطريق هاك العام باش غيرهم يركب ويدلدل ساقيه، وبعد قعدوا كالهجّالة يدوروا ويولولوا.
النّاس هذوما لو جبدوا خرافة التنظيم السري والغرفة السرية والعادة السرية متع النهضة قبل عام ولاّ عامين من توّة، لصدّقنا أنّهم يخدموا لحسابهم الخاصّ، ولاحترمناهم قليلا على ذلك، رغم كلّ ما في ذلك من نذالة وسقوط سياسي وأخلاقيّ وإجرام في حقّ هذه البلاد لا مثيل له...
لكن وقتلّي يتفضّ التوافق مع النهضة منّا، وينادوهم الجماعة منّا بالوقت، ويقع استغلالهم بالطريقة هذيكه لتشويه خصمهم وابتزازه ويقبلوا هوما باش يقوموا بالدّور الرخيص هذا... فوقتها نقولوا أنهم موش فقط مجرمين وكذابة وحاقدين وأغبياء... إنّما هم رخاص أيضا.
وهذي أكبر صفة مافيهاش دواء في البشر. المجرم ممكن يتوب، والحاقد ممكن ربي يشفيه، والغبي ممكن يجي نهار ويفهم ويتعلّم... إلاّ الرّخيص... موش ممكن يجي نهار ويتغيّر ويولّي شخص بكرامته، مستحيل...
الكرامة تتولد معاك، يا عندك يا ما عندكش، ما يعطيهالك حد، ولا يعلّمهالك حدّ.