في مثل اليوم وهذا الوقت من سنة 1987...كان الجنرال الدموي بن علي... قد بدأ بعد في تنفيذ انقلابه على ولي نعمته الدكتاتور بورقيبة وحاشيته المقربة…
فهلل بالإجماع في البرلمان وأجهزة الدولة كل البورقيبيين من بينهم السبسي ورئيس مجلس النواب الحالي...ومن رجع من التجمعيين للمسؤولية بعد الثورة...إلا نفر قليل منهم آنذاك....
وكذلك أيضا هلا له الكثير ممن طالهم قمع بورقيبة...أسوة بالمنطق الانتهازي القائل بان تبديل السروج فيه راحة ...ومن بينهم حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) التي حاولت تقاسم السلطة معه...ومعظم الأطراف السياسية التي اجتمعت معه في ميثاق وطني أمضت عليه تحت قيادته... (لن اذكر الأسماء حتى لا اهضم حق احد منهم...بان أنسى اسمه...راجعو الممضين. )
ولم تهلل إلا قلة قليلة من المعارضين كان طلبها الأساسي الحرية الآن وليس غدا...كما وعد به بن علي في بيان 7 نوفمبر المشهور... ووصفوا الانقلاب بالانقلاب...والمنقلب بالجنرال الدموي (لأنهم لم ينسوا شراسته في قتل المتظاهرين في مجزرة 26 جانفي1978 )…
فوصفو بالمتطرفين...من طرف الجميع....
وهكذا شرع الجنرال الدموي المنقلب في التأسيس…بمساندة من ساندو أنقلابه…وتغاضى الانتهازيين الذين تركو له الفرصة والأريحية …في التأسيس لنظام فردي أكثر استبداد وفساد من نظام بورقيبة….فهدد الجميع…وخنق الجميع…وعذب الجميع…وقطع ارزاق الجميع…وسجن الجميع…وصحر البلاد من الفكر المتحرر…وزاد من خراب اقتصاد البلاد ومكاسبه الاجتماعية…وطبع مع الصهيونية بكل وقاحة بأن فتح لهم مكتب علاقات في تونس…واعتمد عليهم في الخارج للدفاع عنه في قمعه للحربات لدى المجتمعات الغربية وحكوماتها…الخ..
واليوم عندما أراقب المشهد السياسي الحالي… لا يمكنني إلا ان ألاحظ رجوع من وقفو الى جانب بن علي بعد انقلابه…وبعد بعد انقلابه…مهما كانت توجهاتهم المعلنة…مع من تربو في أحضانهم…في المشهد السياسي وفي مواقع القرار…الحالي… فأخاف على مصير تونس ومستقبلها…منهم…