هذا العز وهذا النصر والإنجاز صنعه أقمار مسيرات العودة ونجومها شهداءً وجرحى ومرابطين…

Photo

في شهر ٢-٢٠١٨ كان الأفق قاتماً وكان التعويل الصهيوني والغربي على انفجار جماهير غزة في وجه المقاومة تحت وطأة الحصار الشديد... لكن مسيرات العودة خيبت المسعى وبددت الكيد، حولت الجماهير انفجارها صوب عدوها، فازدادت تلاحماً مع مقاومتها، وصنعا معاً معادلة القصف بالقصف والدم بالدم…

سبعة شهور من التضحية والفداء انتهت بغزة منتصرة، وانتقلت الأزمة للصف الصهيوني وتدحرجت الرؤوس الكبيرة، بينما تحتفي الجماهير بمقاومتها وكتائبها وقيادتها…

كان عزم الجماهير هو المخرج، وكان فعلها على السياج وتضحياتها التي استخف بها قصار النظر صغار العقول هي جسرنا نحو هذا اليوم.

لعل أهم نتيجة خرجت بها معركة اليومين في غزة على المستوى الداخلي الفلسطيني أنها فرضت المفارقة بين تجربة رام الله وغزة بشكلٍ لا يقبل التحايل ولا التحييد…

كانت الدعاية السياسية قبلها تحاول استخدام البؤس المعيشي لغزة مقابل الرخاء الاقتصادي لرام الله كعنوان لصناعة الوعي الزائف، وتغطية المفارقة الأهم على مستوى التحرر، أما اليوم فقد فرضت غزة تخفيف الحصار عنها بالقوة، وضربت بنارٍ غير مسبوقة في اليوم التالي لدخول المال القطري رغم حاجتها الماسة إليه…

بالمقابل، ستترك المواجهة جرحاً غائراً في كرامة شباب الضفة ووجدانهم، فها هم أقرانهم ونظراؤهم في غزة يحرّمون أرضهم على الاختراق ويطردون مخابرات الاحتلال تحت النار، بينما مدنهم ملعب لقوات الاحتلال من كل الأنواع، وهاهم في غزة يرمون الكورنيت بكل الثقة والإحكام ويختارون بمحض إرادتهم حجم خسائر العدو وحجم المعركة، بينما هم بالكاد يجدون السكين والسلاح محلي الصنع بفضل سلطة التنسيق الأمني، ها هي صواريخ غزة تعبر من فوق رؤوسهم وتنير سماءهم لتدك مدن المغتصبين المجاورة، بينما تلاحق سلطة الضفة شراء الألعاب النارية…

هذا الجرح الغائر لن تغطيه مقولات التمكين ولا حركات البهلوانية السياسية الرخيصة، فالمفارقة باتت ساطعة بما لا يسمح لأي غربال بتغطيتها…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات