قبل ما يناهز السنة وفي خضم مقارنته بين الأوضاع في مصر والأخرى في تونس، قال "المحلل" السياسي لجريدة اليوم السابع المصرية أن "الوضع في تونس صعب لان الجيش موش قادر يمسك البلد زي الي حصل عندنا فــمصر".
نذكر هذا اليوم وعصابات الميز الديني والميز الثقافي والميز السياسي، تحاول البحث عن موطن قوة يوقف لهم التجربة ويجرّم لهم الثوار ويقتل لهم شريحة كبيرة من الشعب التونسي بجريرة السبق الى المساجد والسبق الى النضال والسبق الى التضحيات والسبق الى السجون والسبق الى الشهادة والسبق الى السلطة..تلك اغرب جريمة "اكرهك احقد عليك اقتلك احرقك بالنار، لانك سبقتني الى الخير وسبقتك الى الشر"، ذلك مبلغهم من الوطنية.
الان هم يطوفون حول المحاكم العسكرية، يتحدثون عنها كثيرا، تعجبهم عبارة "عسكرية" تطربهم لأنهم يحتاجون اليها بقوة في مهامهم القذرة، تراهم يغازلون القبعات الخضراء، وحين يمرون بجانب الدبابة يبوسونها بنهم، يضعون اعينهم في فوهة المدفع يتلذذون برؤية القنبلة، يحرّشونها لعلها تنطلق في وجه الوطن، يدسون مناخيرهم في فتحة الكْلاش، يستنشقون رائحة البارود، يستأجرون الغانيات ليرقصن أمام الثكنات، ليمارسن الاغراء ، فعلوا ذلك لأنهم سمعوا بان الموساد تستعمل سلاح الجنس في معاركها "الموساد الي عنا فاهم المسألة بالغالط".
منذ 8 سنوات وهم يتحرشون بالجيش، يغمزونه ، يكثرون أمام مقراته من اشارت المخنثين، يلوحون له بمفاتنهم البشعة.. بينما الثكنات صامتة معرضة، خضراء كما عهدناها، لا تنتبه الى عاهاتهم المستديمة، هي ثكنات لا تفقه إشارات البغايا، ولا تحسن الخوض في فضائح الشرف، هي فقط مبرمجة على الراية والوطن وعينها على الحدود وعلى وصية الجدود..