القاعة يلفها الأحمر القاني : الكراسي و الأضواء الخافتة و شارات الضيوف و الاستقبال و اللافتات إلا بعض البياض الذي يوشح اجنحتها : نظراتي تسمرت على خلفية الديكور الذي كان يوضب المنصة : باب حديدي على اليسار و آخر علي اليمين : الباب الاول به كوة ضيقة نصف مفتوحة و لكنه مشرع فاتح فمه كانه يتظر لقمة اخرى ،
اما الثاني فهو على اليمين موصد إلا من فتحات شبكته الحديدية الخرساء ينظر الى الفراغ الواجم. بابان اذكر انني مررت بهما ومرا بي خناجر وسيوف قطعت اوردتي و ذاكرتي … تقف سهام بن سدرين نحيلة على غير عادتها حزينة و مضطربة ….
اتعسف على حواسي حتى امحو ما حولي و استفرد بما تقول حرفا حرفا … غير ان هتافات و صراخ فلول موسي ، صاحبة الاغنية الشهيرة الله وحد االله وحد بن علي ما كيفو حد ،تنتهي الى مسامعي….
اتابع الجلسات ….و اغادر القاعة ويسبقني بعض الضيوف : يهتف البعض من فلولها القادمين من أعماق الاحياء الشعبية و المداشر المهمشة و المغيبة : dégage …… شكرا للثورة التي حررت الجميع بما فيهم هؤلاء و الذين لولاها لما تظاهروا اليوم على و هم أن يفسدوا المؤتمر الختامي لأعمال هيئة الحقيقة و الكرامة …
بابان حديديان من امامي و صخب عبير و فلولها ا من ورائي … لا ارى إلا مسالك ضيقة ووعرة هي كسم الخياط .. فهل نعبر؟