مازال أنصار النداء يرددون ويروجون كون التوافق مع النهضة أجهز على الحزب وتسبب في خرابه! هل تراهم يدركون أنهم توافقوا مع اكثر الاحزاب مرونة واستعداد للتنازلات، ما جعل النداء و بتلك الهشاشة يعمر لأكثر من 4 سنوات،
ترقبت النهضة ان يصطلح أمرهم ويلتئم شملهم فإذا بهم يمارسون هواية الانشطار، لقد عمرتم مع النهضة 4 سنوات ولم ينفرط عقد التوافق حتى انفرط عقد النداء، ثم إنكم لو توافقتم مع الجبهة ولفيفها اليساري ما كان لكم ان تمكثوا فيها أكثر من 4 أشـهـر..
هل يدرك أنصار النداء ان السبسي سبسيهم والناصر ناصرهم والشاهد شاهدهم ومرزوق مرزوقهم والعكرمي عكرميهم وجلاد جلادهم..وان الصراع بينهم وفيهم وان زيتهم في دقيقهم، هل يدرك هؤلاء ان حزب النداء تشكل من مادة وقتية تتحلل بسرعة، وان التوافق الذي عمر لأربع سنوات يعتبر معجزة، لان حشرة "Mayfly" ليست كسلحفاة"Harriet".
هل يدرك انصار النداء انهم لو تحالفوا مع الجبهة لساعدت محسن مرزوق الوطدي في التخلص من الرئيس بشهادة طبية وفي الاشهر الاولى لحكمه حين شرع الامريكان في تسويق فتاهم القديم الجديد، هل يعتقدون ان الجبهة ستدعمهم وتشاطرهم الحكم دون ان تحكم؟! هل سيقبل الهمامي والرحوي وعمروسية وزياد ان يتولى النداء رئاسة الدولة ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة ويستحوذ على جل الحقائب الوزارية وينثر السفراء عبر العالم كما يحلو له؟ هل ستقبل الجبهة بكاتب دولة وحقيبة رمزية، ثم تعكف على إقناع أنصارها باجترار مؤنة الصبر وتحدثهم طويلا عن مصلحة تونس.
ثم لنفترض أنكم ابعدتم النهضة وتحالفتم مع الجبهة، كيف ستحكمون تونس ما بعد سليانة! من سيدير الأمور ما وراء قفصة، من سيخرج من الفحص ويبيت ليلته في برج الخضراء.. من للصحراء يهدئ من روعها اذا تحركت رمالها وتململت كثبانها وهدّرت جمالها.