كذبة كبرى اسمها الزعيم الشاهد..

Photo

يحتاج الباحث والكاتب والمدون الى كمية كبيرة من الوعي لكي يجاري طبيعة ومزاج تونس ما بعد ثورة سبعطاش، يحتاج المثقف الى المزيد من المثابرة ليقف على حقيقة الانفجار الذي خلفته الثورة، رفض.. تعنت.. ريبة..مطلبية.. عبثية.. تشكيك..سخط.. زهد في سلوكات ومصطلحات دولة القمع.. وأنواع اخرى من الانفجارات كانت حبيسة طوال عقود القهر، ستجعل من المجتمع التونسي غير قابل لتقديم تزكيات شاملة وصكوك على بياض.

لذلك من العبث الادعاء ان هذا الشخص هو الزعيم او فيه مواصفات الزعيم او يتمتع بهيبة الزعيم، او يُخشى من استحواذه على الزعامة، كلها افكار حبيسة لهواجس ما قبل واقعة البوعزيزي.

من هنا يصبح من العبث الحديث عن يوسف الشاهد كزعيم قادم الى عصر ما بعد الثورة، في حين ليس له أي صلة بالثورة، والا لو كان مزاج تونس يهجع ويركن بعد ثورتها للزعاماتية، لاستحوذ الغنوشي او المرزوقي او الجبالي او الشابي او بن جعفر او الهمامي او بن سدرين، على هذا الوصف السحري المنشود.

انتهت قصة الزعامات ولم يعد لدى مجتمع ما بعد الثورة قابلية لرفع الأشخاص على الاعناق، بل اصبحت مثلبة يخجل منها التونسي اذا سولت له نفسه بالانحناء ومد عنقه ليمتطيه الزعيم الموهوم، وينطلق المسكين في الهرولة بينما الزعيم يمج فوق رأسه وظهره الكذب.

سيدخل الشاهد الانتخابات في محاولة لاستمالة بعض الشرائح، هي محاولة تشبه ما اقدم عليه محسن مرزوق، وانتهى الى شظايا في مطحنة الانتخابات البلدية. قد يستفيد الشاهد من اخطاء مرزوق ويخرج بانتصار باهر في محطة 2019 يمكنه من 15 الى20% من الأصوات، وقد تفرمه طاحونة 2019 وتحيله على المعاش الإجباري في سن مبكرة.

سوف يدخل الشاهد حلبة 2019 تحت شعار البقاء على قيد الحياة وليس تحت شعار قيادة الحياة.. إذْ ليس اليوم في تونس من يقود الحياة غير هذا المجتمع الذي يعج بالرفض المقدس.. وهذا الشعب الذي تلوح سباباته جاهزة منتبهة لا تفارق الزناد.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات